تدرج القناة الثانية "دوزيم"، ضمن برمجتها التلفزيونية المقبلة، التي تضم مجموعة من الأعمال التلفزيونية والمسلسلات المغربية والأخرى المدبلجة، السلسلة الثراثي المغربي "حديدان" لفاطمة بوبكدي، المنتظر أن يعرض خلال الأيام المقبلة، بعد أن تأجل بثه في رمضان الماضي.وتقدم بوبكدي في "حديدان"، شخصية "جحا" المعروفة في الشرق، بقالب مغربي، إذ حاولت نسج أحداث خاصة اعتمدت فيها على خيالها الواسع، من أجل تقديم شخصية "حديدان" المعروفة حسب بوبكدي، بالدهاء والحيلة والذكاء، وتتميز في الوقت ذاته بالبراءة والبساطة التي توقعها في مواقف معقدة، وأوضحت فاطمة أنها التزمت في جزء كبير من هذا العمل التلفزيوني بحكايات من الموروث الشعبي. وتمتد الحلقة الواحدة من السلسلة إلى أربعين دقيقة، تروي حكايات ذكاء ممزوج بالسذاجة وجنون يخفي الكثير من الحكمة، عن شخصية حديدان، الذي نسج خيوط شخصيته سيناريو إبراهيم بوبكدي وفاطمة بوبكدي. و"حديدان" أحد أبطال الحكايات الشعبية، التي ظلت حية عبر الأجيال والعصور، ومثل جحا، يسخر حديدان من غطرسة وغرور الأقوياء. ويستغل جشع وأنانية وغباء الجهلة، إذ تحمل مغامراته الهزلية الكثير من الدروس والمواعظ، كما المأثور الشعبي. وتعاملت بوبكدي في السلسلة مع مجموعة من الممثلين المغاربة، من بينهم محمد بسطاوي ومحمد بن براهيم، وكمال الكاديمي الذي يجسد الشخصية المحورية، وصفية الزياني وصلاح الدين بنموسى وفاطمة وشاي، التي تجسد دور حماة "حديدان، وسعاد الوزاني وعائشة مناف، وصورت العمل في منطقة "إجوكاك" البعيدة عن مدينة مراكش بحوالي 200 كلم. وأشادت بوبكدي في حديث سابق مع "المغربية" بتعاون فريق العمل معها، رغم الظروف الصعبة في التصوير، الشيء الذي يزيدها إصرارا على مواصلة إبداعاتها الفنية في مجال الفانتازيا التاريخية، التي تعتمد الأسطورة والخرافة والجانب الروحاني، ومنها مسلسلها الجديد "7 رجال"، الذي تدور أحداثه بين الحقبة الزمنية القديمة والعصر الحالي. وأعلنت فاطمة أنها لن تتخلى عن رغبتها في استيقاء مواضيع أعمالها من التراث والأساطير الشعبية المغربية، فهي هوايتها والمجال الذي ميزها في الساحة الفنية التلفزيونية، وأضافت "أحضر لهذا النوع من الإنتاجات وأقدمها بحب شديد، لذلك أكون متأكدة من أنها ستصل إلى الجمهور وتنال رضاه، وأظن أن الفنان ليس آلة ولكنه أحاسيس وتفاعلات، وأنا ضد أن أتعامل مع نص لا أحس به أو لا أتفاعل معه". ورغم مطالبتها بالتخلي عن البحث في التراث الشعبي الموروث، تصر فاطمة على التمسك به، وتعتبرها البداية، إذ أشارت إلى أن خزانتها وخزانة شقيقها إبراهيم علي بوبكدي ملأى بحكايات من التراث، تستحق أن تحاك على شكل سلسلات تلفزيونية أو أعمال سينمائية. وترى بوبكدي أن إخراج عمل تاريخي ضخم ينافس الإنتاجات التاريخية السورية، يتطلب قبل الميزانية الضخمة، توفر عناصر الكتابة الجيدة، التي تتطلب أساسا الوقت والجهد والاعتماد على مؤرخ تاريخي، مشيرة إلى أن ميزانيات عالية تقف وراء إنتاج المسلسلات التاريخية السورية، لدرجة أن الميزانية الكاملة لمسلسل مغربي تعادل ميزانية ملابس فقط في مسلسل سوري تاريخي. ولم تخف فاطمة بوبكدي استعدادها لإخراج أعمال تاريخية، تتمكن من خلالها من تقديم رسالة فنية وتوثيق أحداث حقيقية بطريقة فنية، حيث ستجمع بين الفن والواجب، كما تشعر فاطمة بحنين آخر تجاه إنجاز أعمال باللغة العربية الفصحى، إذ تنوي إخراج شريط تلفزيوني جديد تعتمد فيه لغة الضاد، التي اعترفت بإهمالها لها، ما ستخوض تجربة شريط تلفزيوني آخر من إنتاج القناة الثانية. والجدير بالذكر أن فاطمة، تعاملت مع "دوزيم" في أكثر من عمل في صنف الثراث الشعبي، إذ قدمت سلسلة "رمانة وبرطال" في 4 أجزاء، بالإضافة إلى شريط "الديوبة" و"سوق النسا".