حققت سلسلة "حديدان" التي انطلقت قبل أسبوعين على القناة الثانية "دوزيم"، نسبة مشاهدة بلغت 47 في المائة، و21,5 في المائة من عدد المشاهدين..خلال الحلقة الثانية من السلسة التي عرضت يوم الخميس الماضي، أي ما يعادل 5,5 مليون مشاهد، من مختلف الفئات، حسب إحصائيات مقدمة من مؤسسة ماروك ميتري، المتخصصة في قياس نسب المشاهدة. وكانت السلسلة نفسها، استقطبت عددا كبيرا من المشاهدين الذين تابعوا الحلقة بالكامل، بلغ 18,2 خلال حلقتها الأولى التي بثت يوم الخميس فاتح أبريل الجاري، أي ما يعادل 4,5 مليون مشاهد، بنسبة مشاهدة لا تقل تقريبا عن الحلقة الثانية. وأكد بعض المسؤولون من داخل قناة عين السبع، أن هذه النسب، قياسية بالنسبة إلى الإنتاج الوطني التخييلي. وأوضحوا أن تلك النسب، تفوق الأرقام المحققة في الإنتاج التخييلي الأجنبي المدبلج إلى الدارجة المغربية، خاصة وأن موعد البث بالنسبة إلى "حديدان" يندرج ضمن فترة ذروة المشاهدة، التي تشهد كما هو معروف عروضا منافسة بقوة في القنوات الأخرى. واستنادا لهذه الأرقام الصادرة عن "ماروك ميتري"، تتأكد، حسب بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه، صحة مراهنة القناة الثانية على الإنتاج الوطني السمعي البصري الوطني، خاصة الأعمال التخييلية من مسلسلات وأفلام تلفزية وأشرطة سينمائية مغربية تستلهم الواقع أو التراث الشفهي والحضاري والتاريخي المغربي (من قبيل الدويبة ورمانة وبرطال، والمجدوب وغير ذلك)، التي تحظى حلقاتها المعادة أيضا، بمتابعة مهمة. وليست القناة الثانية وحدها من تراهن على سلسلة "حديدان"، بل هو رهان كاتبة السيناريو ومخرجة العمل، فاطمة علي بوبكدي، التي تتشبث بأعمال الفانتازيا التراثية، مؤكدة أنها لاقت استحسان الجمهور. وتقدم بوبكدي في "حديدان"، شخصية "جحا" المعروفة في الشرق، بقالب مغربي، إذ حاولت نسج أحداث خاصة اعتمدت فيها على خيالها الواسع، من أجل تقديم شخصية "حديدان" المعروفة، بالدهاء والحيلة والذكاء، وتتميز في الوقت ذاته بالبراءة والبساطة التي توقعها في مواقف معقدة، وأوضحت فاطمة أنها التزمت في جزء كبير من هذا العمل التلفزيوني بحكايات من الموروث الشعبي. و"حديدان"، أو "جحا"، شخصية تسخر من غطرسة وغرور الأقوياء، وتستغل جشع وأنانية وغباء الجهلة، ومغامراتها الهزلية تحمل الكثير من الدروس والمواعظ. وتعاملت بوبكدي في السلسلة مع مجموعة من الممثلين المغاربة، من بينهم محمد بسطاوي ومحمد بن براهيم، وكمال الكاديمي الذي يجسد الشخصية المحورية، وصفية الزياني وصلاح الدين بنموسى وفاطمة وشاي، التي تجسد دور حماة "حديدان"، وسعاد الوزاني وعائشة مناف، وصورت العمل في منطقة "إجوكاك" البعيدة عن مدينة مراكش بحوالي 200 كلم.