فضل مسؤولو الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عدم الإفصاح عن رد فعل فوري و ضربوا موعدا يومه الإثنين لعقد اجتماع للمكتب المديري للجامعة، من أجل دراسة ملف العقوبات التي أصدرها الاتحاد الإفريقي «كاف» ضد المغرب والقاضية بحرمان المنتخب الوطني الأول من المشاركة في دورتي 2017 و2019 من كأس إفريقيا للأمم، وفي غضون ذلك علمت «المساء» ان وفدا من الجامعة سافر إلى باريس للقاء مكتب محاماة دولي متخصص لجمع المعطيات وبحث إمكانية اللجوء إلى المحكمة الرياضية الدولية»طاس»، لكن محمد بودريقة النائب الأول لرئيس الجامعة قال في تصريحات صحفية إن العقوبات التي أصدرتها «الكاف» قاسية جدا، مشيرا إلى أنه من الصعوبة تقبل عدم مشاركة المنتخب الوطني في دورتين متتاليتين لكأس إفريقيا للأمم، ضاربا موعدا في اجتماع المكتب المديري للجامعة لدراسة الخطوات التي يمكن اللجوء لها للدفاع عن موقف المغرب. ولايمكن للجامعة المغربية أن تستأنف قرار اللجنة التنفيذية ل»الكاف» باعتبار أنها تبقى أعلى هيئة تنفيذية، لكنها يمكن أن تقدم ملتمسا في المؤتمر المقبل للاتحاد الإفريقي الذي سيعقد بالقاهرة ليتراجع المكتب التنفيذي ل»الكاف» عن العقوبات، أو يقوم بتخفيفها، قبل اللجوء للخطوة الأخيرة وهي محكمة التحكيم الرياضية «طاس»، إذ يسمح قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الذي تمت المصادقة عليه في المؤتمر الأخير بساو باولو بالبرازيل على هامش فعاليات المونديال باللجوء إلى المحكمة الرياضية «طاس» بسويسرا مع ما يفرضه ذلك من توفير ملف قانوني متكامل والاستعانة بمكتب محاماة دولي متخصص، مع ما يفرضه ذلك من توفير مبالغ مالية هامة وانتظار دفاع قوي من طرف «الكاف» الذي يرفض جملة و تفصيلا اعتبار ما قدمه المغرب على أنه قوة قاهرة. ويفضل اتجاه واسع داخل المكتب المديري التوجه للجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم من خلال التقدم بملتمس لرؤساء الاتحادات الوطنية الأعضاء بسحب العقوبة أو تقليصها للنصف على الأقل، مما يرجح الإبقاء على الإبعاد من نهائيات دورة 2017. حياتو يدافع عن قراراته «ليكيب» الفرنسية قالت إن حياتو كان الأقرب للمغرب من كل الأعضاء دافع الكاميروني عيسى حياتو عن القرارات التي اتخذتها اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف» - المجتمع بعاصمة غينيا الاستوائية مالابو يوم الجمعة الماضي، و التي همت عقوبات مالية لغينيا الإستوائية و تونس و المغرب لأسباب مختلفة بجانب عقوبات رياضية اتجاه المنتخب الوطني. وتحدث عيسى حياتو الذي يوجد في صدارة حملة للإطاحة به من على رأس الهرم الكروي الإفريقي مما تطلب منه أن يفرض توقيع بيان دعم و مساندة من باقي أعضاء المكتب التنفيذي، و بينهم الأعضاء العرب في ندوة صحفية مشتركة رفقة السويسري سيب جوزيف بلاتر الذي حل بغينيا الاستوائية لحضور المباراة النهائية لكأس الأمم الإفريقية بين الكوت ديفوار و غينيا الاستوائية. واستشاط حياتو غضبا عندما طرح عليه صحفي غربي سؤالا حول طبيعة العقوبات التي سلطت على غينيا بالنظر لحجم كارثية الأحداث التي شهدتها مباراة نصف النهاية بين غينيا الاستوائية وغانا، و قال بأن الصحافة دائما و خاصة الغربية منها تقوم بتهويل الأمور و قال: «عندما يقع أمر سيء بأوربا يقولون بأنه خطأ وعندما يقع أي شيء بإفريقيا يقولون فساد» و أضاف: «ماذا وقع في مباراة صربيا و إيطاليا ؟ لقد كان الأمر نفسه الذي حصل هنا، لكن عندما يتعلق الأمر بإفريقيا يكون الأمر مختلفا». وتابع: «الصحافة الغربية تتواجد هنا لإدامة الاستعمار»، و تحدثت مصادر إعلامية فرنسية و خاصة يومية «ليكيب» بأن عيسى حياتو كان الأقرب للمغرب من جل أعضاء اللجنة التنفيذية التي كان اتجاه كبير داخلها يفضل عقوبات أشد تشمل الأندية أيضا و تدوم إلى 2022 و نقل عن حياتو قوله: « إذا قمت بهذا فإنكم ستقتلون كرة القدم المغربية»، مما جعل اتجاهين كبيرين يتنافسان في كواليس اجتماعات «الكاف» بمالابو، بل إن نص بيان شديد اللهجة قد تمت صياغته لكن وجهة نظر عيسى حياتو هي التي تم ترجيحها. ووفق المصدر نفسه فإن المغرب عليه أن يشكر عيسى حياتو لأنه لم يطبق عقوبات أكثر قساوة و تشمل حرمان باقي المنتخبات الوطنية و الأندية من جميع المسابقات في السنوات السبع المقبلة. في هذا الإطار تأتي تصريحات عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي كونستون أوماري رئيس الجامعة الكونغولية لكرة القدم و الذي قال لوسائل إعلام فرنسية: « لم نتردد أبدا بل أخذنا الوقت الكافي لأنه كان ينبغي الردع من أجل تفادي حدوث مثل هذا الموقف المزعج في المستقبل و هي حالة كانت ستقودنا مباشرة إلى موت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم». وتابع: « بإيجادنا لبلد قام بتنظيم هذه الكأس الإفريقية فقد قمنا بتخفيض توقعاتنا للعقوبات التي ينبغي تسطيرها وهنا فإن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يمكن أن تكون سعيدة بعض الشيء، لأننا لم نذهب إلى حد توقيفها بل اقتصرنا على استبعاد المنتخب الوطني الأول من النسختين المقبلتين لكأس الأمم الإفريقية». وزاد قائلا: «لقد كانت أخف عقوبة دنيا يمكن أن نأخذها».