انفلت خنزير ذكر بجماعة مولاي عبد الله بمدينة الجديدة، أول أمس، من قيوده عندما حاول مربيه ذبحه بترخيص من السلطات المحلية خشية أن يتسبب في نشر داء «إنفلونزا الخنازير». وانتابت الخنزير حالة هستيريا حادة مباشرة بعدما تم ذبح أنثاه بحضور لجنة مختلطة مكونة من رجال الدرك ومسؤولين في مندوبية وزارة الصحة وممثل للشؤون الاقتصادية والتنسيق بالعمالة ورئيس المصلحة البيطرية. وعاينت «المساء» كيف أن الخنزير تخلص من قيوده، التي كانت تطوق عنقه، وأسقط أربعة أشخاص كانوا يقيدونه وانخرط في موجة صراخ، وتعالت الأصوات بإطلاق الذخيرة الحية على الخنزير الهائج، فيما أطلق أعضاء اللجنة المختلطة سيقانهم للريح في اتجاه الشاطئ. وكاد الخنزير الهائج أن يتسبب في كارثة حقيقية، خاصة أن عملية الذبح كان يتابعها جمهور غفير من الناس بينهم أطفال، لولا أن شباب المنطقة تمكنوا من شل حركة الخنزير بعد إنهاكه وتطويقه من كل جانب وجره إلى أماكن خالية. وبعد تكبيل الخنزير، تم ذبحه من طرف جزارين قبل أن يدفن في حفرة مشتركة مع أنثاه بعمق 3 أمتار على شاطئ البحر بعد رش جثتيهما بكمية كبيرة من الجير تفاديا لانتشار أي داء. ويبلغ الخنزير الذكر من العمر أربع سنوات، فيما أنثاه الخنزيرة لم تتجاوز بعد سنتين، واضطر صاحبهما، وهو فلاح من دوار حمرية يدعى عبد الله ديدان، إلى ذبحهما من تلقاء نفسه ودون إيعاز من أي جهة بعد أن تقدم بطلب إلى الجهات المعنية بترخيص عملية الذبح، خاصة أن الخنزيرين ليس لهما ملف طبي ولم يسبق أن أجريت لهما أي تلقيحات من طرف طبيب بيطري، وهو ما قد يكون مصدر خطر نشر داء الإنفلونزا. وقال المسؤول البيطري الذي أشرف على عملية ذبح الخنزيرين ل«المساء» إن الخنزيرين لا تظهر عليهما أي« أعراض لداء الإنفلونزا باستثناء أنهما لا يتوفران على دفتر تلقيح خاص بهما، مشيرا إلى أن صاحبهما لم يسبق له أن لقحهما، وهو ما يعتبر، يقول المسؤول البيطري، مخالفة قانونية في تربية هذا النوع من الحيوانات، قبل أن يضيف أن «عملية ذبح الخنزيرين عمل احترازي في المقام الأول».