في تصعيد خطير ومأساوي، في الصندوق المغربي للتقاعد، وفي ظل الأجواء المتوترة والمشحونة التي يشهدها الصندوق منذ شهور، توفي، مساء أول أمس الثلاثاء، موظف يعمل بالصندوق بعد إصابته بنوبة قلبية مفاجئة خلال أداء مهامه الوظيفية، إثر قرار للإدارة تم بموجبه منعه من ولوج قاعدة البيانات التابعة للصندوق. وحسب مصادر من الصندوق، فإن المسمى قيد حياته «العربي رشوق»، كان منهمكا في عمله داخل مكتبه إلى جانب زملائه، حينما انتابته أزمة قلبية حادة لم تنفع معها كل جهود الإنعاش والإسعاف الطبي التي قدمت له، ليلفظ أنفاسه في الطريق إلى المستشفى. وكشفت المصادر ذاتها أن الموظف المذكور، الذي يعاني من مشاكل في القلب، كان طيلة يوم الثلاثاء في وضعية نفسية صعبة، بعدما قامت الإدارة باقتطاع 1500 درهم من أجره، وازدادت حالته سوءا بعدما علم بقرار منعه من ولوج قاعدة البيانات. وحسب مصادر من الصندوق، فقد شهد المقر نفسه حالتي انهيار عصبي لموظفتين، الحالة الأولى سجلت يوم الجمعة 2 يناير، حينما هاجم مسؤول بالصندوق، بعنف لفظي شديد، مستخدمة لدى مصلحته داخل مكتبها وأمام أنظار زملائها، وتضمن هجومه تهديدا بقطع رزقها والانتقام منها مما أثر بقوة على نفسيتها، ولم تتمالك نفسها وانهارت ليتم نقلها إلى المستشفى، وتسلم لها شهادة طبية وتتدخل الشرطة لتنجز محضرا بالاعتداء. أما الحالة الثانية، فقد سجلت في نفس يوم وفاة الموظف الهالك، فخلال جلسة الحوار بين الإدارة وممثلي الموظفين، وأمام انسداد أفق الحوار واستمرار الإدارة في تعنتها وكيل التهديدات للمستخدمين، سقطت ممثلة نقابية مغشيا عليها، مما تطلب نقلها إلى المستشفى لإسعافها. وتأتي هذه الحوادث في ظل حالة توتر تسود بين إدارة الصندوق وموظفيه، حيث تشهد المؤسسة منذ حوالي الشهر وقفات واحتجاجات شبه يومية للموظفين، الذين تضرروا كثيرا من الاقتطاعات من أجورهم، ويطالبون بضمانات كافية ومطمئنة حول وضعهم المهني وإجراء حوار جاد مع ممثليهم على أرضية ملفهم المطلبي.