لا تزال دائرة بني تاجيت والمنطقة كلها بإقليم فجيج تعاني التهميش والإقصاء والعزلة، في ظل غياب بنية تحتية طرقية ومشاريع تنموية تحد من وطأة البطالة وتخفف من ظاهرة الجفاف التي أتت على الأخضر واليابس ودفعت العديد من سكان المنطقة إلى الرحيل. لكن ما لم يستسغه سكان المنطقة هو العزلة التي فرضت عليهم من حيث صعوبة التقاط البث الإذاعي والتلفزي الأرضي، منذ سنوات، رغم ما عرفه العالم من تقدم تكنولوجي وتطور علمي، الوضع الذي يعمق وحدتهم ويقطع علاقاتهم من أوضاع بلدهم والعالم، رغم أنهم يؤدون ضريبة هذه الخدمة عن طريق فواتير الماء و الكهرباء. «مواطنو ومواطنات منطقة بني تدجيت وتالسينت وبوعنان لا زالوا محرومين من البث الإذاعي الوطني رغم أنهم يؤدون ضرائب عن هذه الخدمة»، يقول علي بلغود أحد الفاعلين الجمعويين وساكنة بلدة بني تاجيت، متسائلا: في أي خانة يمكن أن يصنف فيها هذا الخرق القانوني ومن المسؤول عنه. وأضاف الفاعل الجمعوي أن سكان المنطقة مورس عليهم، كذلك، التهميش والنسيان التام من طرف وزارة التجهيز، حيث يعاني أصحاب وسائل النقل الذين يعبرون الطريق الرابطة بين بني تدجيت وأيت خجمان من الصعوبات والأخطار، إذ أن عرضها لا يتعدى مترا وكلها حفر على مسافة 100 كلم، في ظل غياب القناطر على كل الاودية. سكان المنطقة يطالبون المسؤولين بالتدخل لإصلاح هذه الطريق التي بقيت على حالها منذ عهد الاستعمار، وإحداث طرقات أخرى لفك العزلة عن الدواوير وربط بعضها ببعض، وتجسيد حقوق المواطن في توزيع الثروات بشكل متوازن وعادل، علما أن الثروات المعدنية لمنطقة بن تدجيت من رصاص وزنك وبارتين تنهب بشكل فظيع دون أن تستفيد منها حيث تهرب إلى خارجها.