مازالت تصريحات حميد شباط، عمدة مدينة فاس وعضو المكتب التنفيذي لحزب الاستقلال، تثير ردود أفعال من لدن بعض الأحزاب والجمعيات الحقوقية. وفي هذا الإطار وصفت الكتابة الوطنية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي شباط ب«القزم». وأدان حزب الطليعة تصريحات شباط، في ندوة صحفية عقدها مؤخرا، في حق المهدي بنبركة، الذي وصفه ب «القاتل» و بكونه «مسؤولا عن الإعدامات و الأحداث الدامية التي عرفها المغرب بعد الاستقلال». وأضاف أن هذا التصريح «يقوم على الباطل و البهتان وسوء النية ومحاولة فاشلة للنيل من سمعة زعيم وبطل ضحى بالكثير من أجل بلاده و شعوب العالم التواقة للتحرير، والتحرر من الظلم والاستغلال، وذلك سواء في مواجهة الاستعمار الفرنسي للمغرب أو بعد الاستقلال، في مواجهة الإمبريالية العالمية وعملائها بالمغرب». ومن جانب آخر، انتقد المكتب التنفيذي للمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف، في رسالة وجهها إلى الأمين العام لحزب الاستقلال عباس الفاسي، تصريحات حميد شباط، معتبرا تلك التصريحات دليلا عما أسماه تردي الممارسة السياسية بالمغرب. واعتبر منتدى الحقيقة أن هذه التصريحات مجرد«افتراء» على المهدي بنبركة وأنها تقدم «تفسيرا غريبا ومغالطا» لماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وذكرت الرسالة أنه تمت تسوية ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، التي عرفها المغرب خلال العقود الأربعة التي تلت الاستقلال، وبموجب هذه التسوية أنشئت هيئة الإنصاف والمصالحة التي قامت بتحريات على مدى سنتين وانتهت إلى خلاصات وتوصيات واعتبرت الدولة المغربية مسؤولة عن ماضي الانتهاكات. وأضافت الرسالة «من جهتنا فإننا لا نعلم أن لحزب الاستقلال موقفا مخالفا للنتائج التي توصلت إليها هيئة الإنصاف والمصالحة خاصة وأنكم تقودون حكومة المغرب الذي جرت فيه الوقائع المذكورة أعلاه». واستغرب منتدى الحقيقة أن يكون بين قيادة حزب الاستقلال «من يطعن في الرموز الوطنية للمغرب». ومن جهة أخرى، أصدرت 7 جمعيات تعنى بحقوق الإنسان بالمغرب بيانا تندد فيه بتصريحات شباط. ووقعت على البيان كل من جمعية هيئات المحامين بالمغرب والجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان والمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف والمرصد المغربي للسجون وجمعية عدالة والمركز المغربي لحقوق الإنسان. وجاء في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، أن «الحقائق التي تتوفر عليها الحركة الحقوقية، وضمنها الحقائق التي حملها التقرير النهائي لهيئة الإنصاف والمصالحة لا تشير لا من قريب ولا من بعيد لتورط أو مشاركة المهدي بنبركة في أي عمل من هذا القبيل»، وجددت في نفس الآن مطالبتها الدولة المغربية بالكشف عن الحقيقة بخصوص اختطاف المهدي بنبركة. ويذكر أن المهدي بنبركة من القيادات التاريخية لحزب الاستقلال ومن مؤسسيه قبل أن يقرر رفقة زعماء آخرين أمثال عبد الرحيم بوعبيد وعبد الله إبراهيم، الانفصال عن حزب الاستقلال وتأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1959. وكان المهدي بنبركة أيضا من أشد المعارضين لنظام الحسن الثاني وقد تم اختطافه من قلب العاصمة الفرنسية باريس يوم 29 أكتوبر 1965 ولم يعرف مصيره لحد الآن.