هل كان طلب الحكومة المغربية بتأجيل نهائيات كأس أمم إفريقيا 2015 بسبب تفشي وباء إيبولا في بعض البلدان الإفريقية، هو سبب ذلك التواضع الذي ظهر على مردود لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم، وهم يلاقون منتخب كينيا في ثاني مباراة إعدادية بعد مباراة إفريقيا الوسطى؟ لقد اتضح أن المغاربة، على الأقل في الدقائق الأولى للشوط الأول، لم يلعبوا بنفس الحماس الذي خاضوا به مباراة إفريقيا الوسطى. والحصيلة هي أن الأخطاء تكررت، ولم يقدم جل اللاعبين المردود الذي كان مطلوبا منهم بالنظر إلى أن هذه المباراة كان يجب أن تقدم وجها أرقى من الوجه الذي ظهر عليه أسود الأطلس في مباراة الخميس الماضي. ولم يتغير وجه المباراة إلا في الشوط الثاني حيث نجح بادو الزاكي في قراءة معطياتها، وأقدم على جملة من التغييرات هي التي أعطت أكلها بعد أن سجل البدلاء المهدي قرناص، ومحسن ياجور هدفين، فيما سجل بوصوفة الهدف الثالث من ضربة جزاء. وتبقى التشكيلة الرسيمة التي اختارها الزاكي لملاقاة منتخب كينيا بعنوان كبير هو أنه لا مكان فيها للاعب من الدوري المحلي، مما أعاد طرح السؤال القديم الجديد، ألم يعد المدرب مقتنعا بمستوى المحليين؟ ياسين بونو نجح الحارس ياسين بونو في المهمة التي كلف بها حيث اختير لحراسة المرمى بدلا من الحارس أنس الزنيتي. وعلى الرغم من أنه لم يتوصل بأول كرة إلا في حدود الدقيقة العشرين، إلا أنه استطاع بعد ذلك، صد عدد من الكرات خصوصا العالية منها. كما تمكن في الدقائق الأخيرة، وعلى إثر هجوم مضاد لمنتخب كينيا من رد كرة على طريقة حراس مرمى كرة اليد. وبذلك استحق أن يكون واحدا ممن يمكن الرهان عليهم لشغل مهمة حراسة المرمى، التي ظل الزاكي يبحث عمن يكون أهلا لها. نبيل درار لم يقدم نبيل درار، الذي عاد لمهمته كظهير أيمن، نفس المستوى الكبير الذي قدمه في مباراة إفريقيا الوسطى. وعلى الرغم من بعض الانسلالات من جهة اليمين إلا أنه لم يكن موفقا في جلها. كما خسر بعض النزالات أمام جناح أيمن كيني متميز. قدف درار كرة على مشارف منطقة العمليات. لكنه لم يصب الهدف في حدود الربع ساعة الأولى. أما بعدها، فقد تراجع إلى الوراء. أشرف لزعر حاول في أكثر من مناسبة أن يكون حاضرا في الجهة اليسرى حيث لعب ظهيرا، خصوصا في دعمه لخط الهجوم وتمريره لبعض الكرات في اتجاه قلب الهجوم حمد الله. إلا أن جل كراته افتقدت للمسة الأخيرة. والحصيلة هي أن أشرف لزعر، الذي عوض في هذه المهمة لاعب الرجاء عادل كروشي، لم يقدم مباراة كبيرة كما كان منتظرا منه. مروان داكوسطا باسثتناء قوته واندفاعه وكسبه لجل النزالات خصوصا العالية منها، لا يزال مروان دا كوسطا يبحث عن نفسه وسط تشكيلة المنتخب الوطني. بل إنه لا يزال يبحث عن الانسجام أكثر مع زميله المهدي بن عطية. في مباراة كينيا لا تزال بعض الأخطاء ظاهرة على مستوى خط وسط الدفاع. وهو ما يحتاج لمباريات أكثر ليتحقق الانسجام. المهدي بن عطية لم يختبر كثيرا في الدفاع، رغم أنه كان حاضرا في كل النزالات خصوصا حينما يتعلق الأمر بكرات عالية. إلى أنه ظل يساند خط الهجوم كلما كان المنتخب المغربي يستعد لتنفيذ ضربة زاوية. حيث كاد في إحدى المناسبات أن يسجل هدفا من ضربة رأسية. يحتاج هو الآخر لبعض الوقت لكي يحقق الانسجام الكامل رفقة داكوسطا في خط الدفاع. غير أن دوره وسط المجموعة باعتباره العميد، يعطي لبقية العناصر الكثير من الثقة في النفس. عصام عدوة كعادته، ظل عصام عدوة يقوم بنفس الدور الذي تعود عليه كلما حمل القميص الوطني. إنه يلعب أكثر من دور في الوسط. تكسير المحاولات الهجومية وصدها. ومحاولة بناء الهجمات المضادة. هذا بالإضافة إلى أنه ظل يساند بين الفينة والأخرى خط الهجوم. لذلك لم يتأثر المردود العام لهذا اللاعب بين مبارتي إفريقيا الوسطى وكينيا، وهو الذي يمتاز بانضباطه التاكتيكي. عصام عدوة أضحى ورقة أساسية في التشكيلة المحتملة لمنتخب الكرة. عبد الرزاق حمد الله بعد ان توج هدافا في مباراة افريقيا الوسطى الخميس الماضي، لم يوفق اللاعب عبد الرزاق حمد الله في هز شباك منتخب كينيا. وباسثتناء ضربة الجزاء التي اصطادها في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة والتي حولها اللاعب امبارك بوصوفة إلى هدف، فقد ضيع حمد الله الكثير من المحاولات الهجومية سواء في الشوط الأول أو في الشوط الثاني. فبعد أن ردت العارضة قدفته، عاد ثانية ليضيع محاولة أخرى وهو وجها لوجه أمام الحارس. كما ضيع محاولة ثالثة في الشوط الثاني. والحصيلة هي أن الهداف الجديد لمنتخب الكرة لم يكن ليلتها موفقا وخرج بدون تهديف. عزيز برادة اختاره الزاكي بديلا لنور الدين امرابط. وراهن عليه لتحريك الجهة اليمنى رفقة الظهير الايمن درار. لكن عبد العزيز برادة لم يكن حاضرا بالقوة التي تعودناها معه. لم ينجح في جل المراوغات. ولم يتمكن على امتداد الدقائق التي لعبها من تمرير غير كرتين إحداها هي التي كاد يسجل معها حمد الله الهدف. عوضه امرابط الذي لم يحمل معه فائض القيمة المنتظر وظل تائها مرة في الوسط ومرة في الجهة اليمنى. يونس بلهندة لم يستفد اللاعب يونس بلهندة من كل الفرص التي أعطيت له في جل المباريات التي خاضها رفقة المنتخب الوطني. وقد عاد في مباراة كينيا ليظهر نفس التواضع، مما طرح السؤال عن السر في ذلك. قد تكون المهمة التي توكل لبلهندة في وسط الميدان الدفاعي، بدلا من أن يكون صانع ألعاب هي التي تسببت في هذا التراجع الذي حان الوقت لوقف نزيفه ومنح الفرصة للاعب أخر يمكن أن يعطي أكثر. غادر بلهندة وعوضه محسن ياجور، الذي تمكن من تسجيل الهدف الثالث بعد تمريرة من البديل الخاليقي. عمر القادوري على الرغم من أنه لم يقدم في مباراة كينيا ما كان قد قدمه في مباراة إفريقيا الوسطى، إلا أنه لا يزال حاضرا في التشكيلة النموذجية التي يختارها الزاكي. بنفس الروح الحماسية ونفس الدور المزدوج في الوسط حيث يسعى لتكسير المحاولات الهجومية للخصم، وبناء المحاولات الهجومية لفريقه. ظل عمر القادوري حاضرا، ومررة أكثر من كرة خصوصا لحمد الله، لم تعرف طريقها الى الشباك خصوصا في الشوط الأول. كما قدف أكثر من كرة بحثا عن هدف أول بعد أن استعصى على لاعبي الهجوم الوصول إلى مرمى الحارس الكيني. امبارك بوصوفة يمكن اعتباره الأفضل بين بقية لاعبي المنتخب الوطني، على الرغم من أن مردوده العام كان أقل من المردود الذي قدمه في مباراة إفريقيا الوسطى. لكن يحسب لبوصوفة أنه ظل يتحرك كثيرا، ويطلب الكرة في أكثر من مناسبة. كما مرر بعض الكرات للاعبين خط الهجوم، لم يحسن أي من برادة وحمد الله اسثتمارها وترجمتها إلى أهداف. قد تكون الطريقة التي لعب بها منتخب كينيا، الذي ملأ وسط الميدان بشكل كبير، هي التي لم تعط لبوصوفة ما يكفي من المساحات للتعبير عن مؤهلاته، كما صنع في مباراة الخميس الماضي. لكنه مع ذلك نجح في أن يحافظ لنفسه على دور المايسترو في الوسط.