يرقد الشاب عبد العالي دحمان، في وضع صحي حرج بقسم العناية الفائقة بمستشفى السويسي بالرباط منذ مساء الأحد الماضي، بعد تلقيه ضربة مباشرة في الرأس بواسطة حجر، من بعض المحسوبين على جمهور الجيش الملكي، وكان ذنب عبد العالي الوحيد، هو تشجيعه لفريق اتحاد طنجة. وتعرض عبد العالي، رفقة شخصين آخرين للرشق بالحجارة أثناء رحلة عودته رفقة المئات من مشجعي الفريق من الدارالبيضاء إلى طنجة، مرورا بالرباط، وعكس زميليه اللذان كانت إصابتهما طفيفة وغادرا المستشفى بسرعة، فإن إصابة عبد عبد العالي ذي ال19 ربيعا، استدعت إجراء عملية جراحية مستعجلة. وحسب المشجعين الذين رافقوا عبد العالي، المتحدر من حي السعادة بمقاطعة بني مكادة، وأحد أنشط مشجعي اتحاد طنجة، فإن الشاب دخل في غيبوبة تامة مباشرة بعد إصابته بالحجر، ونقل إلى مستشفى السويسي في حالة حرجة، واستمر فاقدا للوعي حتى بعد إجراء العملية الجراحية. وكانت حافلات فريق اتحاد طنجة العائدة من الدارالبيضاء مساء الأحد الماضي، قد تعرضت لوابل من الحجارة من طرف محسوبين على فريق الجيش الملكي، عندما كانت مارة من منطقة عكراش بالرباط في طريق عودتها إلى طنجة، ما أدى إلى إصابة 3 أشخاص والإضرار ب16 حافلة. وحسب بسام العاقل، الناطق باسم فصيل «ألترا هيركوليس»، المساند لفريق اتحاد طنجة، فإن قافلة جماهير الفريق، المكونة من 30 حافلة، والتي رافقته إلى مباراته مع فريق الراسينغ البيضاوي، كانت عائدة إلى طنجة عبر الطريق السيار، قبل أن تفاجأ بالعشرات من المحسوبين جماهير الجيش الملكي، الذين حاصروا الحافلات بالرباط وانهالوا عليها بالحجارة. وأورد العاقل أن هذه الأحداث تمت في ظل غياب تام لعناصر الأمن، مع العلم أن حافلة لاعبي وطاقم اتحاد طنجة بدورها كانت قد تعرضت للرشق في طرف العناصر نفسها، لكنها تمكنت من مواصلة طريقها دون إصابة أحد، غير أن الهجوم على حافلات الجماهير لم يعرف النهاية نفسها، حيث أصيب 3 شبان. وأصيب اثنان من مشجعي اتحاد طنجة إصابة طفيفة، وتلقيا العلاج بمستشفى السويسي بالرباط، غير أن المشجع الثالث، وهو عبد العالي دحمان، أصيب إصابة خطيرة بعد تلقيه لضربة حجر في رأسه، ما أدخله في غيبوبة استدعت إجراء عملية جراحية له بالمستشفى نفسه، ولا زال إلى غاية صباح أمس الثلاثاء بقسم العناية الفائقة. وكشف المتحدث باسم «ألترا هيركوليس»، أن محسوبين على جماهير الجيش الملكي حاولوا اقتحام مستشفى السويسي والوصول إلى الضحية الذي أجرى العملية وإلى مرافقه، هذا الأخير الذي اضطر إلى المبيت خارج المستشفى حفاظا على سلامته الجسدية. وأبدى بسام العاقل استغرابه من عدم التزام أمن الرباط بحماية جماهير اتحاد طنجة، خاصة وأن أمن طنجة شرح له الخطر المحتمل، كما أن الجماهير الطنجية كانت تتوقع هذه الأحداث، نظرا للتهديدات التي حملتها صفحات «الفيسبوك» المحسوبة على فريق الجيش الملكي. وتابع المتحدث كلامه قائلا، إن جماهير الجيش توعدت بالانتقام، في إشارة لأحداث الشغب التي عرفتها القاعة المغطاة بطنجة الشهر الماضي في نهائي كأس العرش للكرة الطائرة بين اتحاد طنجة والجيش الملكي، بالإضافة إلى أن فرقا مغربية أخرى تعرضت للموقف نفسه من طرف الجماهير المحسوبة على الفريق العسكري، مؤكدا أن ممثلي جمهور اتحاد طنجة نقلوا تخوفهم هذا إلى المسؤولين الأمنيين لأخذ احتياطاتهم.