فكت عناصر الأمن التابعة لمنطقة سيدي البرنوصي بالدار البيضاء لغز تعدد عمليات سرقة السيارات تحت التهديد والعنف، خاصة سيارات الأجرة، في ساعات متأخرة من الليل، إذ تقاطرت مجموعة من الشكايات على المصالح الأمنية، آخرها سرقة سيارة أجرة وتعنيف سائقها بشكل كاد يودي بحياته، بعدما قطع الفاعل عصب يدي السائق وخلف له جرحا غائرا في الرأس. وقد تم تقديم المعني الاثنين، أمام وكيل الملك وتوبع في حالة اعتقال بتهمة جناية محاولة القتل وسرقة السيارات تحت التهديد بالسلاح الأبيض. مصادر أمنية أكدت أن السارق كان يستقل سيارة أجرة صغيرة كأي زبون عادي ويطلب من السائق إيصاله إلى فيلات حديقة سيدي مومن، ومباشرة بعد وصوله، وعوض أن يضع يده في جيبه لأداء القيمة المالية التي سجلها العداد، يشهر مدية من الحجم الكبير ويعتدي على السائق ويجرده من جميع ممتلكاته الثمينة ويرميه خارج السيارة، حيث يركبها هو ويباشر سرقة المواطنين بواسطة سيارة الأجرة مستغلا ساعات الليل المتأخرة، ويكون أغلب ضحاياه ممن لفظتهم الحانات فيقوم بتهديدهم وسلبهم ما بحوزتهم من أموال، خاصة فتيات الليل ومن ثم يفر بغنيمته ويترك سيارة الأجرة في الشارع العام. السارق الذي يلقب ب«البومادا» (من مواليد 1989) وهو من ذوي السوابق القضائية، كان يبيع محصول ليلته من المسروقات بالأسواق الشعبية لبعض الزوار دون علمهم بأنها من المسروقات. استمر «البومادا» في اقتراف جرائم السرقة بشكل أصبح يثير الهلع في نفوس عدد من السائقين الذين تقاطرت شكايات عدد منهم على مصالح الأمن، وهو ما جعل العناصر الأمنية التابعة للمنطقة الأمنية سيدي البرنوصي تقوم بتحريات ميدانية سواء بمسارح الجريمة أو بالأماكن القريبة منها، وكذا التحقيق مع عدد من المنحرفين وذوي السوابق العدلية، خصوصا من سبق أن اعتقلوا في قضايا مماثلة، إلى أن أفضى هذا البحث ليلة السبت الماضي إلى التوصل إلى معلومة تفيد بأن شخصا تنطبق عليه الأوصاف نفسها يحمل سكينا ويعربد في الشارع وهو في حالة غير طبيعية، وعلى إثر هذا المعطى انتقلت العناصر الأمنية وأوقفت المشتبه به. وبعد عرضه على الضحايا تعرفوا عليه بسهولة. انهار الجاني واعترف بأنه هو من اقترف تلك السرقات وأن آخرها سرقة سائق طاكسي قام بمحاولة قتله.