هم يافعون أكثر منهم شباب، قاصرون في عمر الزهور، لفظتهم المؤسسات التعليمية ولم تتقبلهم مؤسسات التكوين المهني، لم يستطيعوا إتمام مشوارهم الدراسي والبعض الآخر لم تطأ أقدامهم قط المدارس، ولأنهم عديمو الخبرة في أية حرفة / صناعة يمكنهم الاشتغال بها، فوحده الشارع احتضنهم ليؤطرهم ويؤثر فيهم، البعض تفاعل مع ما يحبل به من سلبيات وإيجابيات واستطاع استخلاص العبر واختار أن يكون مواطنا صالحا ، بينما البعض الآخر آثر إلا أن يسقط في مخالب الانحراف والاجرام. إنها قصة العديد من القاصرين التي يتقاسمون تفاصيلها ، البعض منها بنفس الجزئيات التي لا يغير منها اختلاف الشخوص، فالهدف واحد والوسيلة نفسها والعاقبة ذاتها. «ولد الجعواقة» أحد هؤلاء القاصرين الذين يصبحون ويمسون بنفس التفكير/ الرؤية، وهي اصطياد ضحايا لسلبهم حاجياتهم ليست بالضرورة ثمينة، فالمبدأ واضح «الضحية ما يفلت»! ضحايا وشكايات بدأت تتقاطر شكايات المواطنين / الضحايا على مقر الدائرة الأمنية منذ شهر شتنبر، تفيد بشأن تعرض أصحابها للتهديد بالسلاح الأبيض بمحيط إقامات البركة وفي سيدي الخدير بمقاطعة الحي الحسني، وذلك من أجل سلبهم جاجتهم من طرف شاب غالبا ما يكون تأثير خضوعه للتخدير واضحا، ويعمل على سرقة أو محاولة سرقة أغراضهم منهم في ساعات متفاوتة بالليل كما بالنهار، هذه الوضعية التي استمرت لأسابيع وطالت العديد من الاشخاص من الجنسين ذكورا وإناثا، دفعت العناصر الأمنية الى تكثيف أبحاثها / تحرياتها في الموضوع من أجل تحديد هوية الفاعل والاهتداء اليه، وهو ما تمكنت منه بتاريخ 11 دجنبر الجاري، إذ عملت على إلقاء القبض على مرتكب هذه الافعال الإجرامية الذي لم يكن سوى شخص قاصر من مواليد سنة 1992 ويقطن بالمنطقة التي جعل من محيطها فضاء للسرقة والنشل واعتراض سبيل المارة. سوابق قاصر وحاضره عملية الترصد مكنت من إلقاء القبض على القاصر الذي تبين انه من ذوي السوابق ، إذ سبق وأن أدين بعقوبتين حبسيتين سالبتين للحرية في نفس المجال، الا انه وأمام حاجته للمال والكسب السريع دون كد او جهد، آثر أن يعاود نشاطه الاجرامي فشرع في تصيد ضحاياه بحثا عن دراهم وإن كانت ضئيلة، يسد بها حاجته وتمكنه من تحقيق مبتغاه. «ن» إحدى المشتكيات كانت مترجلة ذات يوم بالقرب من سيدي الخدير قبل أن يباغتها «ولد الجعواقة» من الخلف و هددها بواسطة سكين فتمكن من سرقة حقيبتها اليدوية التي لم يكن نصيبه منها سوى مبلغ 100درهم! في اليوم الموالي اعترض المعني بالأمر سبيل فتاة «ح.ح» كانت تعبر الطريق على مقربة من مؤسسة التكوين المهني بشارع أفغانستان، فاستعان بشفرة للحلاقة لتهديدها حتى تمكنه من حقيبتها اليدوية التي كانت غنيمته منها هاتفا نقالا قام ببيعه لاحقا. في الأيام الأولى لشهر أكتوبر اقترف سرقة أخرى استهدف من خلالها شابا تظاهربأنه تعثرأمامه وبحركة بهلوانية سرق منه مبلغ 75 درهما. مسلسل السرقات تواصل مع مطلع الشهر الجاري، إذ تقدم صوب سيارة أجرة من الصنف الكبير توقفت بشارع أفغانستان وغادرها صاحبها فتقدم في لمح البصر حيث استولى من صندوق خشبي كان بجانب الباب الداخلي على مبلغ 900 درهم. وخلال الثامن من ذات الشهر وأثناء تسكع الجانح في ساعة متأخرة من الليل تسلل الى سيارة أجرة عبر بابها عقب الضغط عليه بقوة وتمكن من فتحه، فحاول بواسطة مفتاح مزور تحريك السيارة، حيث عمد الى تشغيل محركها وتمكن من السير بها بضعة أمتار، إلا أن الحارس الليلي فطن للأمر واستنجد بالمارة ليفر الفاعل إثرها. محاولة أخرى قام بها «ولد الجعواقة» بعدما أثار انتباهه مرور سيارة أجرة أشار على صاحبها بالتوقف بحي البركة وطلب منه أن يقله الى وجهة محددة وبوصوله الى مستوى زنقة سيدي الخدير أشهر في وجه السائق سكينا وطالبه بتسليمه ما بحوزته، إلا أن السائق قاومه وبادله العنف، ففر هاربا لحالة التخدير التي كان عليها، ولم يشف غليله سوى اقتحامه لسيارة من نوع بوجو 205 قام بسرقة مبلغ 75 درهما من داخلها! خلاصة وإحالة سرقات قام بها القاصر تبدو بسيطة وعادية بالنظر الى حجم المسروقات، لكن كان من الممكن أن تكون الخسائر فادحة، في حال مقاومة عنيفة وشرسة من طرف الضحايا سيما من العنصر النسوي، فكم من جريمة قتل ارتكبت بسبب دراهم معدودة؟! عناصر الشرطة القضائية لأمن الحي الحسني استمعت في محاضر قانونية للمشتكين والجانح الذين تعرفوا عليه فأحالته على النيابة العامة بتهمة تعدد السرقات تحت التهديد بالسلاح الأبيض والضرب والجرح بواسطته ومحاولة سرقة سيارة والسرقة من داخل سيارة وإلحاق خسائر مادية