يعاني مئات السكان الذين يجاورون 4 مصانع تستخدم الفيول بحي المجد التابع لمقاطعة بني مكادة بطنجة، من أضرار يصفونها ب»الجسيمة»، سواء الصحية منها أو المادية. وحسب السكان، فإن أدخنة «الفيول» المنبعثة بكميات كبيرة من هذه المصانع المجاورة لمناطق سكنية، تسببت للسكان في أمراض تنفسية وجلدية وجعلت الحياة مستحيلة بالحي المذكور. ووجه السكان، قبل أيام قليلة، رسالة إلى والي طنجة محمد اليعقوبي، حصلت «المساء» على نسخة منها، يطلعونه من خلالها على الأضرار التي تتسبب لهم فيها المصانع المستعملة ل»الفيول»، ويدعون إلى احترام حقهم في الحياة. وأورد السكان في مراسلتهم أن انبعاث الفيول يتم بشكل يومي وطيلة 24 ساعة، حيث إن الشركات المعنية تشغل أكثر من 20 مضخة في الوقت نفسه وبكثافة شديدة. وأورد السكان والعمال الموجودون بالمنطقة، والذين أرفقوا مراسلتهم بلائحة توقيعات، أنهم أصبحوا محاصرين بكتل الدخان الكثيف، وأن حياتهم داخل الحي صارت غير محتملة. وذكرت المراسلة أن السكان والعمال صاروا يعانون من مضاعفات صحية خطيرة، بدأت أعراضها تظهر على الأطفال والنساء وبعض العمال، وتتمثل في الحساسية وضيق التنفس والأمراض الجلدية وبعض الإغماءات وحالات دوار وتقيؤ. ويعاني السكان أيضا، حسب رسالتهم، من أضرار مادية، تتجلى في تشويه واجهات المنازل جراء انبعاث غبار أسود من المصانع المذكورة صار يكسو الجدران والشرفات والأسطح، حتى إن السكان صاروا محرومين من نشر غسيلهم على أسطح المنازل. وذكرت الرسالة أن السكان حاولوا طرح المشكلة على إداريي المصانع المعنية في إطار ودي، لإيجاد حل للمشكلة يراعي مصالح الطرفين، لكن «ردهم كان صادما»، حسب نص الرسالة، حيث تملصوا من المسؤولية وتعاملوا مع المتضررين ب»عجرفة». وأورد السكان أن هذه المصانع صارت تهدد الأمن الصحي للسكان وبيئة المنطقة، مطالبين الوالي اليعقوبي بالتدخل في إطار اختصاصاته لوضع حد لما وصفوه ب»الخطر المحدق».