قال بيان صادر عن تنسيقية الدفاع عن البيئة إن ساكنة الدشيرة الجهادية بإنزكان أيت ملول لا زالت تعاني من "ويلات" التلوث الذي يسببه معمل "الفنتازيا"، مشيرة إلى أن وجوده وسط المدينة أصبح غير مقبول لكونه يشكل خطرا وتهديدا مباشرا لصحة وحياة كل ساكنة المدينة. وتطالب الساكنة، وفقا للمصدر ذاته، بترحيل المعمل للمنطقة الصناعية، "خصوصا أنه استفاد من بقعة أرضية رقم 8856 بالحي الصناعي بايت ملول"، مهددين في الوقت نفسه بالتصعيد "أمام تعنت أصحاب المعمل في الاستجابة لمطلب ترحيله إلى المنطقة الصناعية". وعبر البيان عن استياءه من تجاهل المسؤولين وعدم التحرك لرفع الضرر عن الساكنة، التي سبق لها أن خاضت مجموعة من الأشكال الاحتجاجية، فضلا عن لقاءات ومراسلات إلى كل الجهات المختصة. وحسب تقرير للتنسيقية، فإن المعمل يعتبر مصدرا رئيسيا للتلوث بالمدينة، حيث أنشىء في خمسينات القرن الماضي معمل للياجور في منطقة قروية (الدشيرة) بعيدة عن التجمعات الحضرية، وبعد صراع مع الطبقة العاملة تم إغلاقه وبيعه إلى شخص أجنبي آخر، الذي غير نشاطه من صناعة الياجور إلى صناعة صناديق التلفيف. وكشف التقرير عما أسماه الأضرار البيئة والصحية لنشاط المعمل، من انبعاث أدخنة كثيفة وسامة ومياه عادمة، تسبب، حسب التقرير، في أمراض الربو والحساسية والالتهابات الرئوية وأمراض العيون وأمراض جلدية المنتشرة بحدة في الأحياء المجاورة للمعمل، إضافة إلى ما ينتج عن تخمر جدوع الأشجار المستعملة في النجارة من روائح كريهة يصاحبها انتشار البعوض وغيره من الحشرات التي تزعج الساكنة. ويشير المصدر من جهة إلى أن الحريق "المهول" الذي تعرض له أحد مستودعات المعمل المكشوفة مؤخرا، والذي وصف بأنه غير مسبوق، كشف عن الغياب التام لمستلزمات السلامة وتعريض حياة الساكنة للخطر، مما يجعل هذه المستودعات بمثابة قنبلة موقوتة تهدد سلامتها.