نظمت تنسيقية جمعيات المجتمع المدني والهيئات السياسية بآيت ملول وقفة احتجاجية بحي أركانة، مساء يوم الاثنين 16 فبراير الجاري، احتجاجا على استمرار انبعاث الأدخنة الخانقة من إحدى الوحدات الصناعية بالحي الصناعي بالمدينة «معمل مدي لوب» والتي تشتغل في تكرير زيوت السيارات المستعملة وإعادة إنتاجها من جديد. ويقول السكان إن هذه الأدخنة تتسبب في اختناق مرضى الربو وإلحاق الأضرار عند المصابين بحساسية العيون، حيث سلمت العديد من الشواهد الطبية التي تؤكد صحة ذلك. وقد سبق للسكان أن نظموا وقفة احتجاجية مماثلة بمدرسة أكدال كما راسلت الجمعيات المسؤولين على مستوى البلدية والعمالة وتم توقيف العمل بهذه الوحدة إلى حين إضافة بعض المصافي التي لم تنفع في شيء وظهر ذلك جليا بعد استئناف العمل . السكان يطالبون بالتوقف النهائي لهذه الوحدة خوفا على صحتهم ومستقبل أبنائهم وهددوا بمواصلة الاحتجاج إلى أن يتحقق مبتغاهم في إغلاق الوحدة الصناعية أو على الأقل تحويلها إلى واجهة صناعية أخرى لا تضر فيها البيئة والساكنة. وفي موضوع ذي صلة، طالب بيان موقع من طرف 33 جمعية وهيئات سياسية بمدينة آيت ملول تتوفر «المساء» على نسخة منه - المسؤولين محليا وجهويا ووطنيا بالتدخل العاجل لانقاذ سكان المدينة من المخاطر البيئية المحدقة بهم والتي حددها البيان في انتشار الروائح الكريهة المنبعثة من قنوات الصرف الصحي وخطوط التيار الكهربائي ذات الضغط المرتفع التي تخترق العديد من الأحياء السكنية وانتشار بؤر البنزين المهرب إضافة إلى التلوث الذي تسببه بعض الوحدات الصناعية في ظل غياب مراقبة مدى التزاماتها بدفاتر التحملات والمعايير الضرورية للحفاظ على سلامة البيئة. و يضيف ذات البيان أن هذا الوضع تفاقم خلال الأسابيع الأخيرة بانتشار أدخنة وروائح سامة وخانقة يقذفها عبر الهواء وعبر مجاري المياه معمل(ميدي-لوب)المختص في تكرير الزيوت المحروقة، الذي تم بناؤه بالحي الصناعي على مقربة من أحياء آهلة بالسكان، حيث تم تسجيل العديد من حالات الاختناق في مدرسة أكدال الابتدائية وحي الحرش وأركانة وتنمل. وأمام هذا الوضع الذي يهدد السكان بالمدينة طالب الموقعون في بيانهم بالتعجيل في إغلاق هذه الوحدة الصناعية التي تهدد صحة المواطنين .كما أكد مصدر مسؤول بالقسم الصحي ببلدية آيت ملول أن العديد من الإنذارات تم توجيهها إلى هذه الوحدة وأن الزيارات المفاجئة أكدت أن هناك أعطاباً تقنية في بعض الأفران، مما يجعل نسبة 60 في المائة من نسبة الغازات السامة لا تحترق لتتبخر في الهواء. ويضيف نفس المصدر، أن البلدية قامت بواجبها في هذا الموضوع وهيأت جميع الوثائق والقرارات الضرورية لتي يبقى تنفيذها على جهات أخرى لها سلطة وقرار التنفيذ. وفي سياق ردود الفعل حول الموضوع أكد «محمد التفراوتي»، باحث في مجال المحافظة على البيئة ورئيس الشبكة المغربية للإعلام البيئي والتنمية المستدامة أن المشكل البيئي في مدينة آيت ملول يتطلب اهتماما أكبر باعتبار المدينة أصبحت قبلة للعديد من الوحدات الصناعية تتطلب الحيطة والتأكيد على السلامة البيئية عند تسليم الترخيص لها، ويضيف «التفراوتي» أنه يجب إعادة النظر في الترخيص لهذه الوحدة التي سببت المشاكل لسكان المدينة ولا يجب الترخيص لها إلا بعد التأكد من سلامة نشاطها، وهذا شيء مستبعد على حد علمنا وبحثنا في الموضوع. وفي نفس السياق نفى مصدر من داخل الوحدة الصناعية المذكورة، ما أشارت إليه الساكنة بالمنطقة ومعاناتها مع التلوث الذي يسببه المعمل، نفى أن يكون معمل (ميدي-لوب) يسبب أي أضرار للساكنة وللبيئة، لأنه يعتمد على عدة مصافي، كما يخضع للمراقبة الدائمة، وهو الشيء الذي يؤكد حرض المعمل على السلامة البيئية.