في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، احتشد، الخميس الماضي، مجموعة من مربي الماشية والكسابة مصحوبين بمواشيهم وبهائمهم، من أغنام وماعز وأبقار وحمير، أمام مقر الجماعة الحضرية لمدينة بركان، احتجاجا على الأوضاع المتردية والفوضى بالسوق الأسبوعي ببركان. محمد برحيلي، رئيس جمعية حوض ملوية لمربي وبائعي الماشية التي دعت إلى هذه المحطة الاحتجاجية، ندد بغياب المجلس البلدي في عملية تنظيم هذا السوق الأسبوعي الإقليمي والجهوي والوطني، والذي يستقبل الآلاف من المواطنين المتبضعين من جميع أنحاء المغرب ويحرك اقتصاد المنطقة بأكملها، بل حتى الجهة الشرقية برأسمال عشرات الملايين من الدراهم. الجمعية اعتبرت هذه الوقفة بالماشية نوعا من الاحتجاجات والنضالات الجديدة، وهددت بالدخول في اعتصام مفتوح أمام مقر الجماعة يشارك فيه جميع كسابة الجهة الشرقية مع مقاطعة السوق، خصوصا مع قرب عيد الأضحى المبارك، في حال عدم الاستجابة لمطالب مربي الماشية والكسابة والمتاجرين فيها والتي وعد بتنفيذها رئيس المجلس البلدي منذ سنتين . مطالب الجمعية تتمثل في نظافة السوق وتقنين دخول الدراجات الثلاثية ووسائل النقل الأخرى إلى سوق المواشي وتوفير الأمن وصنابير المياه والمرافق الصحية بالسوق، وبناء مسجد للكسابة وتسوية الأرضية التي تثير الغبار والأتربة وتخنق الأنفاس وتسبب حساسية لمرتادي السوق، ومنع "الحلايقية" من دخول باحة الكسابة وبائع المتلاشيات وقطع الغيار المستعملة "لافيراي"، وتأمين مداخيل وأبواب السوق التي تعرف اكتظاظا خطيرا يجد النشالون واللصوص ضالتهم في ذلك ويصنعون ما يشاؤون في جيوب المواطنين . من جهة أخرى، فإن فريد عواد رئيس مجلس الجماعة الحضرية أكد في تصريح له أن هذه الوقفة الاحتجاجية غير قانونية ولا تتوفر على رخصة التظاهر وأن هذا الطرف لا يمثل غالبية الكسابة بالمدينة، كما أشار إلى أن جميع تلك المطالب تم التخطيط لتفعيلها منذ اجتماع 11 شتنبر 2014، والذي عرف مشاركة ممثلي الكسابة والسلطات المحلية وغابت عنه جمعية حوض ملوية لمربي وبائعي الماشية الداعية للوقفة. من جهة أخرى، عبر مجموعة من موظفي البلدية والمواطنين عن استيائهم وسخطهم على هذا الشكل الاحتجاجي الذي قامت به هذه جمعية الكسابة، واعتبروه إهانة لمقر الجماعة وللموظف الجماعي وتسببت في عرقلة العمل وتوقيفه، الأمر الذي جعلهم يحتجون بدورهم بإعلان هذا اليوم إضرابا عن العمل.