«لا تسرقوا انتصار الآخرين».. بهذه الكلمات استهل عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، خطابه إلى حزب فؤاد عالي الهمة في إشارة إلى إعلان حزب الأصالة والمعاصرة أنه كان السبب الرئيسي في إقناع المركزيات النقابية بوقف إضرابها الأخير احتجاجا على مشروع مدونة السير، الذي جاء به وزير النقل والتجهيز كريم غلاب. وأكد بنكيران أن النجاح الكبير الذي عرفه الإضراب هو الذي دفع الحكومة ومجلس المستشارين إلى تعليق النقاش حول المدونة، في الوقت الذي حاول فيه «البعض» الدخول على الخط «وسرقة الانتصار». وكان محمد الشيخ بيد الله قد عقد اجتماعا طارئا عشية الأربعاء 15 أبريل الجاري مع بعض المجموعات النقابية، حاول من خلاله إقناعها بالعدول عن الإضراب ووعدهم بالعمل على تعليق النقاش حول مشروع المدونة في مجلس المستشارين. وكذبت ثماني منظمات نقابية (المنظمة المغربية للشغالين المتحدين، والفيدرالية الوطنية لسيارات الأجرة، والجمعية المغربية لأرباب وسائقي سيارات الأجرة، والاتحاد الوطني للنقل بالمغرب، ونقابة اتحاد الجامعات المهنية، واللجان العمالية للنقل الطرقي للمسافرين، ونقابة أرباب الطاكسيات لولاية الدارالبيضاء الكبرى، وجمعية النصر لتضامن ملاكي وسائقي سيارات الأجرة) ما ورد في التصريحات المنسوبة إلى الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ونددت بمحاولة «الاستغلال السياسوي الضيق للمعركة النضالية البطولية التي خاضها مهنيو النقل الطرقي بكل مسؤولية ضد مشروع مدونة السير». وأضاف البيان الذي توصلت «المساء» بنسخة منه أن قرار تعليق الإضراب «جاء استجابة لروح الوطنية وتقديرا للظروف الاقتصادية التي تجتازها البلاد»، في تأكيد على أن حزب الهمة لم يكن وراء القرار. وجاء تصريح بنكيران على هامش انعقاد المؤتمر الوطني الرابع لشبيبة العدالة والتنمية (17/18/19 أبريل الجاري ببوزنيقة)، حيث استغل المناسبة لدعوة الداخلية إلى العمل على جعل الانتخابات البلدية القادمة تمر في أجواء نزيهة وشفافة، داعيا السلطات إلى عدم «التخوف» من فؤاد عالي الهمة «فهو مواطن عادي» على حد قوله. كما ندد بنكيران بتسلل أعضاء من البوليساريو إلى المنطقة العازلة في الصحراء المغربية، وطالب الجزائر «بأن تترك المغرب في حاله». وبخصوص الإصلاح الدستوري أكد الأمين العام للعدالة والتنمية أنه أمر حيوي وضروري وكشف عن أن حزبه لديه مشاريع بهذا الشأن سيعمل على مناقشتها بعد الانتخابات، موضحا في هذا السياق أن طرحه خلال الفترة الانتخابية لا يخلو من طابع المزايدة السياسية. وعرف مؤتمر الشبيبة انتخاب مصطفى بابا على رأس الكتابة العامة خلفا لعبد العزيز رباح الذي عمر طويلا في المنصب، وأكد بابا في اتصال مع «المساء» أن الأولوية ستعطى خلال الفترة المقبلة إلى الاعتكاف على إدخال إصلاحات جوهرية على المخطط الاستراتيجي، الذي صادقت عليه المنظمة ويهدف إلى تحقيق أهداف وبرامج للنهوض بالشباب والرفع من مؤهلاتهم الفكرية والعملية والسياسية ويمتد على مدى 11 عاما (2004 2015). ولم يستبعد بابا إمكانية التعاون مع المنظمة الشبابية لحزب الأصالة والمعاصرة، التي لم تعقد مؤتمرها التأسيسي بعد، غير أنه اشترط لأجل ذلك «أن يكون التعاون على قدم المساواة بحيث يستفيد الجميع من الإمكانيات والفرص نفسها دون تمييز». وحصل مصطفى بابا على ما معدله 71 في المائة من أصوات 309 مصوتين، وسط الإعلان عن 58 بطاقة تصويت ملغاة. وعرفت جلسة النقاش احتجاج عضو باللجنة المركزية على مسطرة الترشيح والتصويت ودعا إلى تغييرها. وحسب مسطرة الترشيح، تختار اللجنة المركزية 6 مرشحين بالتصويت السري وتبعث اللائحة إلى الأمانة العامة التي تختار 3 أشخاص يختار الجمع العام واحدا منهم.