استطاع مهرجان الأغنية الصوفية بفاس أن ينسج علاقة خاصة لدى الجمهور مع الموسيقى الصوفية، وخلقت فرق السماع الصوفي الشابة مساحة فنية، ونجحت الزاوية البودشيشية والتيجانية في استقطاب شباب من المريدين للزاويتين تجذبهم المعاني الروحية لتلك الأناشيد والتراتيل الدينية. «لا نستخدم الآلات الموسيقية أثناء أداء الأغاني، وتتوفر المجموعة التي أنشد ضمنها على خامات صوتية تتماوج ألحانها أثناء الإلقاء» يوضح معاذ القادري البودشيشي الذي تدرج في مختلف مراحل الإلقاء والسماع بالزاوية البودشيشية التي تتوفر على ما يطلق عليه بمعهد السماع وهو حسب القادري يعكس تجارب مرت بها خمسة أجيال داخل الزاوية، وهو ليس تنظيما مؤسساتيا بقدر ما يهيء الشباب لصقل ملكاتهم الموسيقية في الإنشاد. ويضيف القادري ل«المساء»:تضم الفرقة التي أنشد ضمنها أزيد من واحد وخمسين منشدا شابا، نشارك كل سنة في مهرجان فاس للموسيقى الصوفية، ونستقبل عددا كبيرا من الشباب الذين يعبرون عن رغبتهم، بعضهم قادم من دول أجنبية ويرغبون في تلقن مبادئ السماع الصوفي، ونجحنا في تكوين سبع فرق عالمية من مختلف الدول”. تتناول هذه الفرق مواضيع تتعلق بمدح الرسول المصطفى والتوحيد والخمريات ومظاهر العلاقة بين الشيخ والمريد. ضركة سطوب باراكا، إفريقيا، على حالة.. موضوعات تنهل من الواقع الاجتماعي وتحتج على العديد من الظواهر التي تميزه، ومنحى احتجاجي رسم لضركة مسارا فنيا اختار الاعتماد على أسلوب الفيزيون أو «الدمج» والانتماء إلى الهيب هوب..الفرقة اختارت في البداية اسم CACTLIS، ليقترح المدير الفني لمهرجان كناوة على «مومو» تغيير الاسم، ليتم التوافق على اسم ضركة سنة 2001 ليتماشى مع الهوية الثقافية المغربية. يقول نبيل صخرة ل«المساء» إن أعضاء الفرقة بعضهم يعمل وبعضهم مازال يدرس، والتأمت الفرقة في أول جولة لها بإسبانيا سنة 2006 لتتعدد بعدها الجولات الخارجية.. يتابع نبيل أنه لا يمكن أن تقدم ضركة موسيقى لا تنال رضى الجمهور المغربي، ولا يمكننا تقديم الريغي بطريقة جامايكية، بل بطريقة مغربية.. تسعى المجموعة إلى وضع توزيع فلارموني اعتمادا على إيقاعات مغربية تندمج مع إيقاعات غربية، واشتغلت على أشكال تراثية مثل العلاوي وكناوة، وتنوي الانفتاح على أحواش زيان.. الفناير.. وعادت «يد الحنة» لمجموعة «الفناير» لتلقى تجاوبا مع كل فئات المجتمع، وكشفت الفناير أنها لا تؤمن بالاعتماد كلية على الموسيقى الالكترونية، وفضلت الاشتغال مع أزيد من ستين موسيقيا. وعن السعي وراء الربح المادي، يقول تزاف ل«المساء» لم نسع إلى الربح التجاري من الألبوم، لأننا كسبنا رهان الجودة لدى الجمهور. تعامل أعضاء المجموعة مع الموسيقيين بلغتهم في غياب تكوين يسهل التواصل، ويختارون النصوص من الثقافة الشفوية في الحلقة بمراكش، ويضيف تزاف أن المجموعة لا تبحث عن التزوايق كما تذهب إلى ذلك أغلب الفرق بوضع كلمات وفي آخر المطاف تركيب ما يسمى «بالفلو» وتعني القافية لضمان رنة معينة. المبدأ الذي تؤمن به الفناير هو الجودة الفنية على مستوى النص والموسيقى، وترفض ما أسمته «ثقافة الخبيز» وتوظيف صورتها لخدمة الإشهار المجاني إذ تردد مقطعها الغنائي: حقي في بلادي باين بغيت ناخدو بيدي.