أوقفت لجنة تفتيش موفدة من طرف الإدارة العامة للأمن الوطني رجل أمن للمرور بمدينة مرتيل متلبسا بتلقي رشوة، كما قامت بتنقيل عميد مركزي للأمن ورئيس مفوضية باب سبتة، ورئيس هيئتها الحضرية، إضافة إلى عدد آخر لم يعلن عنه من رجال أمن السير والجولان بالهيئة الحضرية بتطوان، من جهتهم أعرب عدد من ضباط ورجال الأمن ل «المساء» عن وجود ما وصفوه ب «الانزلاقات الخطيرة» في عهد الإدارة الحالية لولاية أمن تطوان. مشيرين إلى أن لجنة التفتيش ووالي الأمن وقفا على التجربة «الفاشلة» لضابطين ممتازين على رأس الفرقتين المتحركتين للسير الطرقي واللتين تعملان تحت إشراف س6 مكرر، و س6. وطالب رجال الأمن الإدارة العامة للأمن الوطني باتخاذ التدابير الزجرية في حق من وصفوهم ب المحسوبين على رأس الهيئة الحضرية س3.» واستدل بعض رجال الأمن في اتصال لهم مع «المساء» بكون والي الأمن ونائبه استبدلا ضباطا معروفين بتجاوزاتهم بآخرين لا يقلون عنهم فشلا، ما لفت نظر لجنة التحقيق التي قدمت مؤخرا إلى ولاية تطوان، كما كشف رجال الأمن أن والي الأمن ونائبه أرادا تشكيل طاقم خاص ومنظم يتكون من س6 وس600 مكرر، وس3، تحت ذريعة التغيير والتخلص من رئيس الهيئة الحضرية. إن صراع الكبار في ولاية أمن تطوان انعكس سلبا على نفسية وروح العمل والمردودية لدى أغلب رجال الأمن، فوفق تصريحات هؤلاء ل«المساء»، فإن «التغيير لن يتحقق في ظل وجود علاقة «حميمية» مع عناصر الشرطة القضائية وخاصة على مستوى مكافحة المخدرات». واستنكر رجال الأمن «تجول عدد من بارونات المخدرات بسياراتهم الفارهة ذات الزجاج غير الكاشف، دون أن تلاحقهم عناصر الضابطة القضائية، رغم صدور مذكرات بحث في حقهم»، أكثر من ذلك، يقول محدثونا من رجال الأمن، إن أغلب البارونات يترددون علانية على مقاهي معروفة بتطوان، ويجتمعون في محطات للوقود تتمركز بطريق طنجة، دون أن يتم اعتقالهم أو تقديمهم للعدالة. ويطالب رجال الأمن الإدرة العامة للأمن الوطني ومن والي الأمن بإحداث تغيير فعلي حتى تتسم «عمليته الإصلاحية» بدينامية فعالة، مع رسم صورة حقيقية للتغيير والإصلاح. من جهة ثانية عبر رجال الأمن عن استيائهم مما يحدث داخل مكتب سيارات الأجرة، و«الحصانة القوية التي يتمتع بها دون إخضاعه للمحاسبة». فالملايين من السنتيمات المتحصلة يوميا دون سند قانوني من لدن سائقي سيارات الأجرة، دليل على الإكراميات التي تقدم لهذا المكتب. وذكرت المصادر أن لجان التفتيش غاب عن ذهنها الاطلاع على سير العمل بالمكتب، حيث «كان بإمكانها أن تضبط عشرات الكيلوغرامات من العملات النقدية من فئة عشرة دراهم داخل سطل بلاستيكي خصص للغاية ذاتها»، تؤكد المصادر، متسائلة عمن يتقاسم «الغنيمة» اليومية، إذ أصبح بعضهم يتوفر على شقق فخمة كما هو شأن أحدهم والذي يملك عمارة فخمة. «إن شد الحبل بين الرؤساء لن يؤدي سوى إلى الضغط والإحساس بالاستياء داخل صفوفنا، والذي ندفع ثمنه كعناصر أمنية» يقول رجال الأمن، وذلك نتيجة ما وصفوه ب «التطاحن بين س3 ومؤيديه، و س1، وس2، وس6، وس600»، في ظل القيادة الجديدة، حيث يستحيل التعايش في ظل ظروف العمل الحالية ما بين مصالح الشرطة والسير والجولان.