اختتمت في وقت متأخر من ليلة أول أمس الإثنين أشغال المؤتمر الوطني التاسع للنقابة الوطنية للتعليم العالي بانتخاب 59 عضوا يشكلون اللجنة الإدارية للنقابة، 26 منهم ينتمون إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. ولم يتأكد بعد انسحاب الممثلين للحساسيات الإسلامية من النقابة الوطنية للتعليم العالي، بعد أن عبر بعضهم عن «عدم رضاهم عن الطريقة التي أصبح يدبر بها الأساتذة الباحثون المنتمون لحزب الاتحاد الاشتراكي النقابة». وفي هذا الصدد، صرح الحسين أبو عياد ، عضو المنتدى الوطني للتعليم العالي والبحث العلمي، الذي يضم في عضويته الحساسيات الإسلامية، أن الأساتذة الباحثين الإسلاميين شاركوا في المناقشات والورشات ورفضوا تقديم ترشيحاتهم إلى أجهزة النقابة، في إشارة منه إلى اللجنة الإدارية، التي تعد أعلى هيئة تقريرية في النقابة بعد المؤتمر الوطني. وأضاف أبو عياد، في تصريح ل«المساء»، أن المنتدى الوطني للتعليم العالي والبحث العلمي طالب، في بلاغ وزعه على المؤتمرين أثناء الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بتفعيل المكاتب المحلية والجهوية، مستبعدا إمكانية خلق بديل نقابي جديد لأسباب لخصها أبو عياد في كون الشروط “غير ناضجة” في الوقت الراهن. من جانبه أعلن عبد العزيز أفتاتي، الأستاذ الجامعي المنتمي لحزب العدالة والتنمية، انسحابه من النقابة الوطنية للتعليم العالي، مؤكدا في تصريح ل”المساء” أن مسار النقابة انحرف بشكل يصعب التحكم فيه، محملا مسؤولية ذلك إلى الأساتذة الباحثين المنتمين إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حيث اتهمهم بتسخير النقابة لمصالح حزبية ضيقة والعمل على تدجين العمل النقابي حتى لا يتصدى الأساتذة الباحثون لميثاق التربية والتكوين. وبخصوص ما إذا انسحب المنتمون إلى حزب العدالة والتنمية من النقابة، قال أفتاتي إنه شخصيا لم يحضر أشغال المؤتمر، غير أن بعض الأساتذة الباحثين حضروا لكنهم لم يقدموا ترشيحاتهم لأجهزة النقابة، وأضاف: “في الغالب أصبح مطروحا على الأساتذة الباحثين تأسيس إطار نقابي جديد”. هذا، ولم يتأكد بعد ما إذا كانت الحساسيات الإسلامية الممثلة في النقابة الوطنية للتعليم العالي ستنسحب بشكل نهائي من النقابة الوطنية للتعليم العالي، إذ إلى غاية صبيحة أمس الثلاثاء لم يصدر بلاغ رسمي يؤكد ذلك، حيث Nن الانسحاب غالبا ما يتم التعبير عنه بموقف سياسي واضح، يقول قيادي اتحادي. قبل أن يضيف “ الأساتذة الباحثون عبروا عن حقيقة المشهد السياسي المغربي، وبوأت النتائج حزب الاتحاد الاشتراكي المكانة الأولى مرفوقا ببعض أطياف المشهد السياسي ذات التمثيلية الحقيقية داخل المجتمع”. وأشار القيادي الاتحادي إلى أنه كان بود الأساتذة الباحثين الاتحاديين أن تنخرط باقي القوى السياسية في العملية الانتخابية بالنقابة خلال المؤتمر الأخير، الذي دامت أشغاله 4 أيام عوض 3 أيام كما كان مقررا، إلا أن بعضا منها كان لها رأي خاص، تعامل معه الاتحاديون بشكل إيجابي. وأوضح المتحدث نفسه أن التقريرين المالي والأدبي لم يصوت المؤتمرون ضده، بل امتنع بعضهم عن التصويت.