أقدم أصحاب العديد من الإقامات السكنية الصيفية بكل من شواطئ «تموداي بي» و»كابونيغرو»، وغيرها على وضع حواجز إسمنتية وأبواب حديدية ومتاريس بمداخلها لمنع المواطنين من ارتياد الشواطئ، كما تعاقدت مع عناصر من شركات الأمن الخاص لصد المواطنين عن ملامسة شواطئهم والاستجام بها. وبعد أن كان سكان إقليمتطوان قد نجحوا، قبل سنوات، في معركة تحرير شواطئهم، فقد عادت الأمور إلى سابق عهدها، إذ قام أصحاب إقامات سكنية صيفية بكابونيغرو، على تشييد حواجز إسمنتية لمنع المواطنين من ارتياد شواطئهم التي تعتبر ملكا عموميا وليس خاصا بفئة معينة من السكان، فيما أصر آخرون على تشييد أبواب حديدية ضخمة يشرف على فتحها رجال الأمن الخاص، يمنعون دخول المصطافين إليها، وهو نفس الأمر الذي تقوم به الإقامات السكنية بكل من منتجع غولف بيتش، وكابيلا، وقصر الرمال وغيرها على امتداد شريط تمودا بي السياحي. الأمر نفسه ينطبق على شواطئ «سانية الطريس»، حيث أقدم أصحاب مركبين سكنيين على تشييد حواجز حديدية يحرسها بعض رجال الأمن الخاص، لمنع العائلات المغربية والمصطافين من دخولها، ما يتسبب في وقوع اشتباكات بينهم، فيما تلتزم السلطات الصمت المطبق دون معاقبة محتكري الشواطئ المنعم عليهم، من الذين أقاموا شاليهات وفيلات وإقامات فوق الملك البحري العمومي في ظروف مشبوهة، وهي المئات من الإقامات الممتدة من شواطئ مدينة الفنيدق إلى غاية المضيق. وعبر سكان ولاية تطوان عن غضبهم الشديد من هذا المنع واحتكار الشواطئ العمومية من طرف فئة تعتقد نفسها فوق القانون، وسط صمت السلطات وحياد سلبي للمسؤولين عن إقليمالمضيقالفنيدق، بدل التدخل لإعادة حق مكتسب من حقوق المواطن. كما أعربت جمعيات حقوقية، في حديثها للجريدة، عن عزمها تنظيم مسيرات شعبية لتحرير شواطئها، على غرار ما حدث قبل أربع سنوات، حين انطلقت معركة تحرير شواطئ المضيقوالفنيدق، من محتليها من ساكني الإقامات الصيفية، الذين قرروا احتكار شواطئ البحر، بعدما تم الاستيلاء على الملك البحري من طرف جهات نافذة، وشركات عقارية مقربة، علما أن الملك البحري لا يقبل التفويت ولا تسقط حقوق الملكية فيه بالتقادم، وهو ملك عام لجميع المواطنين، خصوصا وأن شواطئ البحر هي المكتسب السياحي الوحيد المتبقي لولاية تطوان، التي تضم كلا من مدن مرتيل، والمضيقوالفنيدق، في وقت تعرف فيه توافد عشرات الآلاف من العائلات المغربية سواء من خارج المغرب أو داخله، والتي تفضل قضاء عطلتها الصيفية بها، نظرا لما تتميز به شواطئ البحر الأبيض المتوسط من جودة وروعة.