تمودابي هو الاسم التجاري الترويجي الذي اختارته الدولة للترويج للسياحة الشاطئية بولاية تطوان٬ على شريط ساحلي يمتد من شاطئ مدينة مارتيل إلى حدود سبتة أهمها شاطئ مدينة المضيق، التي يسميها سكانها – الرينكون – كترجمة لاسمها الحرفي بالاسبانية.مصطافون يستمتعون بجمال الشاطئ تبعد المضيق عن مدينة تطوان ب 15 كلم، وعن سبتةالمحتلة ب 25 كلم، يبلغ عدد سكانها 60 ألف نسمة، حسب إحصاء 2004، الذي تضاعف بشكل مهول ما بين السنوات الأخيرة وأواسط التسعينات، الشيء الذي جعل الدولة تتدخل لتضعها في إطار تقسيم ترابي جديد، بإحداث عمالة المضيق الفنيدق، التي أضيفت إليها، أخيرا، مدينة مارتيل، ليشكلا معا شريطا ساحليا متميزا في الشمال الغربي للمملكة. وتجمع المضيق بين السياحة الراقية المتمثلة في المنتجعات السياحية الفخمة والفنادق المصنفة والموانئ الترفيهية، وبين السياحة الشعبية التي تعتبر في متناول جميع الفئات والطبقات الاجتماعية. وتتوفر المضيق على ميناء صغير وجميل، يجمع بين الصيد البحري والترفيه، من خلال مساحات تقدم بها أكلات شعبية، كشي السردين الطري المصطاد محليا أو"البيصارة"، التي تشتهر بها المنطقة، كأكلات شعبية بأثمان متميزة. ويرجع مدة إنشاء ميناء المضيق إلى بداية السبعينات، وهي المنشئة الوحيدة التي كانت تتوفر عليها المنطقة، إضافة إلى عدد قليل من السكان، أغلبهم كانوا يتعاطون الصيد البحري، قبل أن تتحول المدينة في السنوات الأخيرة، نهاية التسعينات، إلى قبلة سياحية وطنية ودولية بامتياز، من خلال المنشآت السياحية الهامة المقامة لما تتوفر عليه من مؤهلاتها طبيعية وبحرية، تضاهي من خلالها أعتا المواقع السياحية الشاطئية في البحر الأبيض المتوسط. ويتميز شاطئ المضيق بمستوى بيئي رفيع، جعله يحصل سنة 2007 على شهادة "اللواء الأزرق"، الذي تمنحه المؤسسة الدولية للتربية على البيئة، كما انه شريك رسمي في عملية شواطئ نظيفة، التي ترعاها مؤسسة للاأسماء، للحفاظ على البيئة والتي تحمل شعار" لنجعل شواطئنا تبتسم"، ما يجعل شاطئ المضيق يبتسم بالفعل في وجه زائريه. يقول عمر، أحد سكان المدينة، "للوصول إلى شاطئ المضيق عبر مدينة تطوان، تكفيك 10 دقائق، عبر تاكسي كبير أو أي وسيلة نقل أخرى، عن طريق الأوطوسطوب مثلا٬ المنتشر بكثرة عبر الطريق الرئيسي لمدينة تطوان في اتجاه سبتة المار عبر شارع الجيش الملكي٬ فيكفي أن تقف على أي رصيف في هذا الشارع حتى تتوقف سيارة أجرة كبيرة، تقيلك إلى الاتجاه الذي ترغب فيه وباثمنة جد مناسبة". في مدخل مدينة المضيق٬ تستقبلك مساكن وإقامات في طور البناء٬ محاطة بسياجات إشهارية تدل على أنها إقامات سياحية وشقق فاخرة مجهزة لعشاق السياحة والاصطياف بشواطئ تمودابي٬ الذي يعتبر شاطئ المضيق احدها٬ وعرفت المنطقة، في الآونة الأخيرة، تقاطر العشرات من الشركات العقارية للاستثمار بها في المجال العقاري والسياحي. ما يلفت انتباهك في مدينة المضيق٬ هي نظافتها المتميزة٬ وحدائقها الرائعة برونقها الجميل، الذي تتفنن العديد من النساء في بستنتها والحفاظ عليها، كل يوم من الصباح الباكر إلى حدود المساء ليعدن الكرة كل يوم. بوصولك إلى مدخل المدينة يترامى أمامك شاطئها الهادئ المتميز بزرقته وصفاء مياهه٬ يزينه كورنيش حديث النشأة يجلبك جلبا لتقوم بنزهة بمحاذاة الشاطئ وهو قبلة لسكانها، وزوارها كل مساء للتنزه به٬ واخذ ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات التي تقدمها المطاعم والمقاهي المقامة على طوله. شاطئها الجميل المترامي الأطراف يصل بك إن تابعت المسير إلى شاطئ سبتة على طول أكثر من25 كلم، تستضيفك على طوله منتجعات واقامات سياحية فاخرة٬ أقيمت على طوله حتى مدينة الفنيدقوسبتة، هنا يمكنك أن تمارس هواياتك المفضلة كما يفعل زوارها وسكانها من عشاق البحر، من ممارسة الرياضات البحرية والجري أو المشي على الشاطئ أو الصيد بمختلف أشكاله. يقول عمر٬ في الصيف تمتلئ المضيق عن آخرها بالزوار، الذين يضطرون إلى حجز أماكنهم مسبقا٬ والعديد من سكانها يستغلون فرصة الرواج السياحي بالمدينة خلال الصيف، فيستأجرون مساكنهم التي يسكنونها طول السنة من اجل زيادة مدخولهم السنوي، كما أن بعضهم يغادر المدينة في اتجاهات أخرى٬ هربا من صخبها الصيفي٬ ليعود إليها بعد انتهاء العطلة الصيفية، الذي تعود معه مدينة المضيق إلى هدوئها وسكينتها.