كشف مصدر موثوق أن التحقيق مستمر في قضية الباخرة الليبية المشبوهة، التي تم ضبطها، رفقة مركب صيد مغربي، الخميس الماضي، بمياه المحيط الأطلسي بساحل القنيطرة. وأفاد المصدر نفسه أن المخابرات المغربية استنفرت فرقة أمنية خاصة لهذه القضية، خاصة أن السفينة سالفة الذكر، التي يتحدر أفراد طاقمها السبعة من سوريا، تم رصدها من طرف طائرات الهيلوكبتر التابعة للدرك الملكي ووحدات البحرية الملكية، وهي تشحن على متنها كميات كبيرة من الحشيش في عرض المياه الإقليمية من إحدى مراكب الصيد المغربية، يقدر وزنها ب2 طن، وكان يمكن أن تدر على أصحابها أكثر من 10 ملايين أورو في حال ترويجها بالسوق الأجنبية، قبل أن يتم التخلص منها عبر رميها في البحر، إثر تفطن طاقم السفينة السوري لعملية الترصد. وأضاف المصدر ذاته أن عناصر «الاستعلامات»، إضافة إلى أفراد الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، يحضرون التحقيق مع السوريين المعتقلين، وكذا جلسات استنطاق باقي الموقوفين المغاربة، الذين كانوا على متن المركب المذكور، والموجودين جميعهم رهن الحراسة النظرية بمقر القيادة الجهوية للدرك الملكي بالقنيطرة، بتعليمات من وكيل الملك بابتدائية المدينة نفسها، الذي كان أمر بخفر المركب المحجوز إلى ميناء المهدية، في الوقت الذي تمت فيه محاصرة السفينة الليبية واقتيادها إلى ميناء الدارالبيضاء. وتشير الأبحاث الأولية إلى أن المحققين الدركيين تمكنوا من الحصول على اعترافات خطيرة، تكشف تورط الموقوفين في شبكة دولية لتهريب المخدرات انطلاقا من المغرب عبر مياهه الإقليمية، وحسب معلومات مؤكدة، فإن أحد المعتقلين له سوابق قضائية في هذا المجال، وسبق له أن سجن من أجلها ب3 سنوات سجنا نافذا. واستنادا إلى المعطيات نفسها، فإن المشتبه فيهم، سبق لهم أن نفذوا عدة عمليات تهريب، وفق اعترافات بعضهم في محاضر رسمية. ورغم محاولة باقي المتهمين إنكار الأمر، فإن أفراد المركز القضائي لدرك القنيطرة واجهوا الأظناء بالأدلة ووسائل الإثبات، بينها الصور المأخوذة جوا لعملية شحن المخدرات من مركب الصيد المغربي إلى السفينة التي تُبحر بترخيص ممنوح لها من دولة تنزانيا. وأضاف المصدر ذاته أن تخوفات كبار المسؤولين بمختلف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية بشأن صلة الموقوفين بتنظيمات إرهابية تتاجر في الأسلحة قد تبددت بمجرد انتهاء أبحاث الدرك، وإجراء خبرة على المحجوزات، حيث تأكد لهم ارتباط هؤلاء بشبكة دولية تتاجر في المخدرات. وعلمت «المساء» أن فرقة أمنية خاصة حلت، في الساعات الأولى من صباح السبت المنصرم بمدينة طنجة، وألقت القبض على المزود الرئيسي لهذه الشبكة، الذي تقرر تمديد مدة الحراسة النظرية في حقه لتعميق البحث معه، بعد الاشتباه في وجود متورطين آخرين لا زالوا في حالة فرار.