قدم محمد اليوسفي، أحد المتهمين في ملف بليرج، تفاصيل جديدة عن أساليب التعذيب التي خضع لها المتهمون داخل مركز اعتقال سري بتمارة. وأكد اليوسفي أمام القاضي بأن أربعة أشخاص كانوا على متن سيارة رباعية الدفع ترصدوا له قرب منزل العائلة بابن سليمان قبل أن يطلبوا منه مرافقتهم بدعوى أنه أعار سيارته لصديق له تسبب في حادثة سير بمدينة سلا، وهو الأمر الذي نفاه قبل أن يتم إجباره على مرافقتهم نحو مكان يوجد بمدينة تمارة. و أضاف اليوسفي بأن المحققين مارسوا داخل المعتقل أساليب ترهيبية في حقه بعد تعصيب عينيه، حيث خاطبه أحد المحققين قائلا «كون معانا راجل ولا غادي نكلسو مك على قرعة»، قبل أن يتم تجريده من سرواله وضربه. وأكد اليوسفي بأنه سمع أصواتا رهيبة داخل المعتقل المذكور صادرة عن أشخاص يتعرضون للتعذيب، ووصف المعتقل ب«جهنم»، وأضاف بأن المعتقلين أجبروا على النوم داخل المراحيض، وقال للقاضي: «لقد أصبحت رائحتنا كريهة». وقال اليوسفي أثناء الاستماع إليه أمام هيئة المحكمة إنه اضطر إلى التوقيع على المحاضر رغم أنه لم يدل بأي تصريح لتفادي التعذيب الذي تعرض له، ونفى علاقته بجريمة محاولة اغتيال يهودي من أصل مغربي بالدار البيضاء، مؤكدا بأن اللقاءات التي حضرها رفقة المرواني كانت تربوية، وقال للقاضي: «واش نعقدو ندوات ولا نمشيو للبيران». وردا على سؤال ممثل النيابة العامة الذي استفسره عما إذا كان قد لجأ إلى عملية تركيب الفك السفلي في محاولة لتغيير ملامحه بعد أن تم إشعاره بوجود صورة تقريبية قامت مصالح الأمن بتعميمها، نفى اليوسفي الأمر، وأكد بأنه قام بوضع فك سفلي بعد تعرضه لحادث أثناء ممارسته الرياضة وطالب بإجراء خبرة طبية للتأكد من ذلك. من جهة أخرى، نفى المتهم رضوان خالدي وجود أي اجتماعات حضرها المعتصم والمرواني والركالة وتم فيها طرح مسألة حرب العصابات لمباغتة المؤسسات البنكية بنية جمع الأموال لتمويل الجناح العسكري، كما نفى علاقته بعبد القادر بليرج، وأكد أن اللقاءات التي حضرها مع المرواني ناقشت مواضيع مرتبطة بالعقيدة، ولم يذكر فيها إطلاقا الرصاص أو العمل العسكري قبل أن يضيف «لقد نسب إلي إجراء تداريب شبه عسكرية بعين الذياب. هل هذا كلام يصدقه العقل؟».