أكد حميد نجيبي، عضو الحزب الاشتراكي الموحد وأستاذ التعليم الإعدادي المتهم ضمن ملف بليرج، بأنه تعرض للتعذيب من طرف المحققين، واعتبر أن اعتقاله يأتي عقابا للحزب ومواقفه المعارضة. وقال نجيبي، أثناء الاستماع إليه من طرف القاضي، إن أشخاصا بالزي المدني طرقوا باب منزله وأخبروه بأن حاسوبا محمولا مسروقا يوجد لديه ليقوموا بتفتيش البيت، إذ اتجهوا مباشرة إلى مكتبته الخاصة، وشرعوا في تفتيش الكتب قبل أن يطلبوا منه مرافقتهم بدعوى المواجهة مع المشتكي، حيث تم نقله إلى الدارالبيضاء، ووضعه في زنزانة تتسرب منها مياه الأمطار رفقة معتقل آخر. وأضاف نجيبي أن جميع الأفرشة تبللت واضطر إلى الاحتماء بقطع الكرتون قبل أن يخضع للتحقيق، حيث تم تعذيبه بالصفع والخنق والضرب في كل مرة يقدم فيها أجوبة لا تروق المحققين. وأكد نجيبي، خلال جلسة أول أمس بأن المحضر تم تزويره، وأضاف بأن المحققين عرضوا عليه محضرا آخر قام بالاطلاع عليه وتصحيحه قبل أن يفاجأ بتصريحات أخرى نسبت إليه، وأكد بأن الأسئلة التي طرحت عليه تمحورت حول علاقته باليسار ومنظمة العمل الديمقراطي ولقائه ببنسعيد آيت يدر، ولم يذكر فيها اسم عبد القادر بليرج. وكان الدفاع قد تقدم قبل الشروع في الاستماع إلى نجيبي، الذي يعد واحدا من المعتقلين السياسيين الستة في هذا الملف، بطعن بالزور الفرعي على اعتبار أن المحضر المنسوب إلى نجيبي وقع تزويره عن طريق حشو فقرات وبتر أخرى، وهو الطلب الذي طالبت النيابة العامة برفضه لسبقية البت فيه، وعدم احترامه للشكليات المنصوص عليها في القانون. موقف النيابة العامة أثار حفيظة الدفاع فسادت أجواء مشحونة داخل القاعة، خاصة بعد أن وصف خالد السفياني الطريقة التي تتم بها المحاكمة ب«الكارثية»، فيما احتج النقيب الجامعي على ما اعتبره «فسادا قضائيا» و«انحيازا» من المحكمة إلى جانب الضابطة القضائية، قبل أن تقرر الهيئة بعد المداولة رفض إجراء بحث في الطعن بالزور الذي تقدم به الدفاع. الأجواء داخل القاعة ستعرف المزيد من التصعيد بعدما انتقد الدفاع الطريقة التي يوجه بها القاضي أسئلته إلى حميد نجيبي. وطالب القاضي نجيبي بتمكينه من تقديم تفسيرات حول ما ورد في المحضر المنسوب إليه عوض الاقتصار على الإجابة بنعم أو لا. وقال نجيبي، ردا على سؤال حول تسلمه أموالا من طرف بليرج مقابل استقطاب أشخاص للقيام بعمليات جهادية، إنه «كلام لا يقبله العقل»، وسأل القاضي عن العلاقة التي تجمع اليسار بالفكر الجهادي، وكيف يمكنه استقطاب يساريين لتنفيذ عمليات جهادية، مؤكدا له شرف الانتماء للحزب ردا على كل من يقول إنه مخترق ويحاول توريطه في العنف. وأضاف نجيبي بأن الحزب الاشتراكي الموحد فتح قنوات الحوار مع كل من «البديل الحضاري» و«الحركة من أجل الأمة» في إطار الانفتاح على الحركات التي تتبنى الخيار الديمقراطي وتنبذ العنف والإقصاء. ونفى نجيبي أن يكون عبد القادر بليرج قد زاره في البيت وسلمه أدوية قام أخوه بإرسالها إلى والده الذي كان مريضا بالقلب، وقال إن أخاه الموجود في بلجيكا تعود على إرسال الأدوية لأنه لاحظ بأن الأدوية التي يتناولها والده ضعيفة الفعالية. واستعمل نجيبي لهجة ساخرة وهو يروي للقاضي كيف أن المحققين قالوا له إنه هو من كان يتولى صنع المتفجرات بعد أن أخبرهم بأنه أستاذ في مادة التكنولوجيا الصناعية، وقدم شرحا لمبادئ اليسار والأفكار التي يؤمن بها، والتي تهدف إلى تحقيق الديمقراطية ومقاومة الليبرالية المتوحشة،وأشار إلى أن بنسعيد آيت يدر مناضل كبير له الشرف في التعرف إليه، كما قدم سردا تاريخيا لنشأة منظمة العمل الديمقراطي. وكانت جلسة أول أمس قد توقفت لحظات بعد أن أصيب شقيق عبد القادر بليرج المتهم في الملف بنزيف حاد في الأنف تطلب نقله إلى المستشفى، كما ساد بعض الاضطراب باب القاعة بعد أن تم منع الناشط الحقوقي عبد الإله بنعبد السلام من متابعة الجلسة من طرف رجال الأمن، الذين قاموا بتدوين بياناته وهويته قبل السماح له بالدخول.