أثارت تصريحات أحد المتهمين في ملف بليرج موجة من الضحك خلال جلسة أمس، بعد أن أكد أمام المحكمة أن المحققين أرغموه على سرد النكت بمعتقل تمارة من أجل تسليتهم. وقال إبراهيم مايا للقاضي إن ثلاث سيارات حضرت من أجل اعتقاله، كما تم تعصيب عينيه ووضع الأصفاد في يديه، ليجد نفسه بعد ذلك في معتقل تمارة حيث تم احتجازه في مرحاض. وأضاف أن المحققين قاموا بصفعه على أذنه، مما تسبب له في صمم مؤقت لمدة يومين. وردا على سؤال للقاضي حول التصريحات الواردة في المحاضر، أجاب مايا، الذي كان يعمل في غسل السيارات، بأن المحققين لم يطرحوا عليه أي سؤال وكانوا يحضرونه فقط ليسرد عليهم النكت من أجل إضحاكهم. وقال إنه خضع لهذا الطلب الغريب بعدما سمع أصوات تعذيب رهيبة صادرة من المعتقل وعبارات تأمر أشخاصا بنزع سراويلهم والانبطاح أرضا، كما أكد للقاضي أنه اشتكى لأحد المحققين من الطريقة التي يتم بها إحضاره من زنزانته ليطمئنه المحقق بأنه موجود في المعتقل من أجل تسليتهم. كما انتزعت تصريحات إبراهيم بناي ضحك الحاضرين، بعدما أخبر القاضي بأنه كان يعمل في أحد أوراش البناء في القنيطرة عندما حضر ثلاثة أشخاص على متن سيارة وطلبوا منه مرافقتهم لأن رئيس الجماعة يريد رؤيته، وأضاف بأن الأشخاص الذين قاموا باعتقاله عمدوا إلى تعصيب عينيه ووضع الأصفاد في يديه لينقلوه إلى معتقل تمارة حيث تم وضعه في زنزانة طولها ثلاثة أمتار وعرضها متران، وبعد استفساره عن سبب اعتقاله أخبروه بأنه السبب في انهيار عمارة المنال في القنيطرة. ووصف بناي ما جاء في المحاضر ب«التخربيق»، وأكد للقاضي، الذي سأله عن اجتماعات سرية تطرقت لتغيير النظام بالعنف، قائلا: «أنا غي بناي مولف بتمارة، وما مساليش للاجتماعات». وقال بناي إن أحد المحققين سأله عما إذا كان قد تناول وجبة العشاء فأجابه بالنفي، ليأمر المحقق شخصا كان بجانبه بتقديم العشاء إليه قائلا: «عشيوه وتهلاو فيه». وأضاف بناي أنه وجد نفسه بعد ذلك في غرفة بها أربعة أشخاص أشبعوه ضربا، كما صرح بأنه بقي بثياب العمل لمدة 29 يوما تعرض فيها للضرب والسب. المحكمة استمعت أيضا لأحمد ارزقي، الذي كان يعمل قبل اعتقاله مبرمجا بمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، والذي أكد بدوره تعرضه للتعذيب والإهانة بمعتقل تمارة بعدما تم توقيف سيارة الأجرة التي كانت تقله في طريق القنيطرة من طرف أربعة أشخاص طلبوا منه مرافقتهم. وأضاف ارزقي، الذي لم يستطع مغالبة دموعه أثناء الاستماع إليه من طرف القاضي، أن المحققين قاموا بتعصيب عينيه بعد انعطاف السيارة باتجاه طريق بوقنادل المؤدي إلى القاعدة الجوية، وأكد تعرضه للضرب مباشرة بعد الوصول إلى تمارة. ونفى أرزقي حضور أي اجتماع ببوزنيقة تم فيه تسليم مسدسين، كما نفى معرفته ببليرج بعدما سأله القاضي عما إذا كان هذا الأخير قد طلب منه السفر إلى سوريا للالتحاق بأحد معسكرات التدريب.