أجمع المعتقلون الأربعة الذين استمعت إليهم غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف بسلا على خلفية ما بات يعرف بملف خلية بلعيرج، صباح الثلاثاء 21 أبريل 2009، على تعذيبهم من قبل رجال الأمن قبل وخلال الاستنطاق التمهيدي. ونفى إبراهيم مايا، أحد المعتقلين أي معرفة له بجميع المعتقلين الموجودين بالقفص، إلا صهره الذي كان قد اتفق معه على تدبير عقد عمل له بالخارج سنة ,2007 ولهذا السبب منحه بطاقته الشخصية وجواز السفر الذين استردهما حين شعر بتماطل هذا الأخير. وصرح مايا أمام رئيس الجلسة أن رجال الأمن أخذوه إلى المعتقل السري، مكبل اليدين ومعصوب العينين، ووضعوه بمرحاض صحبة ثلاثة معتقلين آخرين، حينها سمع صراخا وكلمات نابية بالخارج على طول الليل. ولمدة 18 يوما كانوا يأخدونه إلى مكتب بالمعتقل ليحكي النكت إلى أحد رجال الأمكن لا يعرف رتبته، حيث يقول له أتيت بك فقط لتسليني.. وأكد المعتقل أزرقي الذي بكى خلال الجلسة، أن رجال الأمن عذبوه كثيرا، بالضرب ومسائل أخرى تفادى الحديث عنها، وذكر أنه وقع على المحضر لأن قاضي التحقيق خيره بين التوقيع والعودة إلى المعتقل السري. وقال أزرقي لرئيس الجلسة، لو قلت لي الآن وقع على أي ورقة وإلا أعدتك إلى المعتقل السري سأوقعها حالا، ولو بحضو المحامي، فما نلقاه من إهانات وضرب هناك يصعب وصفه. ونفى أزرقي معرفته بالعديد من الأصدقاء بحزب الحركة من أجل الأمة؛ مشيرا إلى أنه حزب قريب من العدالة والتنمية، ينبذ العنف، وعن حضوره لبعض الاجتماعات لمعرفة مبادئ الحزب، أكد أزرقي أنه استفاد من كتاب يباع في الأسواق عنوانه رسالة البصير، يتحدث عن الشرعية الصوفية وعن مبادئ الحزب. ونفى عادل البناي علاقته بحزب الحركة من أجل الأمة، ولم يسمع بعبد القادر بلعيرج، مشيرا إلى أن مهنته بناي ولا يعرف إلا أصدقاء من نفس حرفته.وشدد عادل على أن رجال الأمن لم يخبروا عائلته حين تم القبض عليه، وبسبب ذلك أصيب والده بالجنون، ولايزال إلى حدود الآن يعاني من فرط الصدمة.وشدد على التعذيب الذي تلقاه بالسجن السري، وأشياء أخرى تفادى قولها، وعن محاضر قاضي التحقيق، شدد عادل أن هذا الأخير لم يسأله في شيئ لكنه أرغم على التوقيع. وروى سمير بيهي، المعتقل الرابع الذي تم الاستماع إليه أمس قصة أخذه من بيته بعد اقتحام رجال لبيته ورفعهم المسدسات في وجهه، حيث انهالوا عليه بالضرب على مستوى الرأس والركبة والشتم بأقصى النعوت، وقتلوا كلبه بيت بول، نافيا معرفته بكل المعتقلين بالقفص، ومشيرا إلى أنه بدأ الصلاة من معتقل لمعاريف. وستواصل محكمة سلا الاستماع إلى باقي المعتقلين على خلفية نفس الملف مساء يوم الثلاتاء 21 أبريل 2009.