أكد دفاع صلاح الدين بليرج أن موكله تعرض لتعذيب رهيب على يد عناصر من الضابطة القضائية خلال فترة الحراسة النظرية. وقال الدفاع، خلال جلسة أمس، إن صلاح الدين بليرج أخبر عناصر الشرطة القضائية بأنه يعاني من مرض السرطان الذي يتطلب خضوعه لفحوصات طبية منتظمة، إضافة إلى تناول مجموعة من الأدوية، إلا أن ذلك، يضيف الدفاع، لم يمنع قيام المحققين من وضع عصابة على عينيه وأصفاد في يديه، وتعذيبه خلال التحقيق معه وتقدم الدفاع بعدة ملتمسات شكلية تقضي برفع حالة الاعتقال عن المتهمين في هذا الملف، ومتابعتهم في حالة سراح مؤقت وبطلان جميع محاضر الانتقال والحجز. وقال الدفاع إن محاضر الشرطة تتضمن خروقات فظيعة، حيث جاء فيها أن عناصر تابعة للفرقة الوطنية قامت بإلقاء القبض على بليرج صباح يوم 16/2/200 بمراكش، ليتم الاستماع إليه في حدود الساعة الثالثة زوالا، وفي الساعة الرابعة، أي بفارق ساعة زمنية، قامت نفس العناصر بالانتقال إلى مدينة القنيطرة، حسب ما هو وارد في المحضر، من أجل إلقاء القبض على متهم آخر. وتساءل الدفاع عن الوسيلة التي تمكنت من خلالها عناصر الأمن من قطع مسافة كبيرة في وقت قياسي، وقال إن ذلك يعد سابقة تاريخية، وتناقضا كبيرا يستوجب بطلان هذه المحاضر. كما شبه الدفاع محاضر الشرطة بواقعة فتح «سمرقند» من طرف الجيش الإسلامي، وقال إن الجيش لم يقم بإخطار أهل المدينة كما تنص على ذلك تعاليم الدين الإسلامي، مما دفع سكانها إلى رفع تظلم إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز، الذي أمر الجيش بالخروج من المدينة، مطالبا المحكمة بإصدار قرار ببطلان محاضر الضابطة القضائية لأنها لم تراع الضوابط المنصوص عليها في القانون. واعتبر الدفاع أن محضر بليرج يتضمن خرقا واضحا، حيث يحمل عبارتين متناقضتين، الأولى تشير إلى أن المتهم اطلع على المحضر، والثانية، والتي وضعت في الأخير، تقول بالحرف إن المتهم يجهل اللغة العربية، قراءة وكتابة، وتساءل عن الطريقة التي تم بواسطتها إطلاع بليرج على محضره.