تحولت جنازة قتيل راح ضحية اعتداء إجرامي بالسلاح الأبيض في حي «الجنانات» الشعبي بمدينة فاس، ظهر أول أمس السبت، إلى مسيرة ل»إدانة» الحكومة، حيث رفع المتظاهرون، وأغلبهم من شبان ونساء الحي، شعارات تندد ب»تقاعس» الحكومة في مواجهة الجريمة، في وقت شنت وزارة الداخلية، في الآونة الأخيرة، حملات مكثفة ضد ما بات يعرف بظاهرة «التشرميل». وقالت المصادر إن الغرض من وراء هذه الحملات هو إعادة الإحساس بالأمن إلى المواطنين. ولم يسلم عمدة المدينة، حميد شباط، ووالي الجهة، محمد الدردوري، من شعارات مناوئة رددت خلال هذه الجنازة، جراء ما أسموه «تدهور الوضع الأمني في الأحياء الشعبية» للعاصمة العلمية. وكان شاب يدعى توفيق الشحيمي، يبلغ من العمر 29 سنة، ويتحدر من حي جنان السراج بالمنطقة ذاتها، قد راح ضحية اعتداء بالسلاح الأبيض من قبل أربعة أشقاء، مساء الجمعة الماضي. وقالت المصادر إن الجريمة وقعت في الشارع العام، حيث «تفرج» العشرات من المواطنين على مشاهد مؤلمة من اعتداء بطعنات وجهت إلى الضحية في مختلف أنحاء جسمه، مما عرضه لنزيف حاد. وظل الضحية غارقا في دمائه، دون أن يسعف تدخل الوقاية المدنية «المتأخر» بسبب حركة السير والجولان في طرق المدينة المختنقة، في إنقاذ حياته. وردد المتظاهرون، الذين شاركوا بشكل كثيف في جنازة الضحية، الذي نعتوه ب»الشهيد»، شعار: «أولادنا ضحية، الحكومة فينا هي». وقد ووري الضحية الثرى وسط تعزيزات أمنية تجنبا لأحداث عنف نتيجة الغضب العارم، الذي بدا على وجوه عدد من المتظاهرين جراء تنامي أعمال الاعتداءات بالأسلحة البيضاء في الأحياء الشعبية لمقاطعة جنان الورد. وقال شقيق الضحية، في تصريحات لوسائل الإعلام، إن أربعة أشقاء، رفقة أختهم، هم من كان وراء هذه الجريمة. وعلمت «المساء» أن عناصر الشرطة القضائية عمدت إلى توقيف المتهمين بارتكاب هذه الجريمة المرعبة. وعن ملابساتها، أوردت المصادر ذاتها بأن المتهمين لم يتقبلوا أن ينظر الضحية في وجه أحدهم، وهو يمر بالقرب منه في طريق عودته من العمل نحو بيت العائلة. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المتهمين لهم سوابق قضائية، ومعروفون لدى ساكنة الحي، ولدى رجال الشرطة. فيما عرف الضحية في أوساط حيه باتزانه وأخلاقه، وهو ما ظهر في الحضور الكثيف للنساء والشبان، الذين شاركوا في جنازته، رافعين شعارات أخرى ضد «الحكرة»، وتندد ب»تردي الوضع الأمني» في حيهم الذي تحول إلى حي ل»الرعب» بسبب أصحاب السوابق المعروفين، الذين يصولون ويجولون في هذا الحي الشعبي، دون أن يستطيع السكان المتضررون من اعتداءاتهم من رفع شكاوى ضدهم، خوفا من انتقامهم، يقول أحد سكان المنطقة. وكانت فاس العتيقة، المجاورة لحي الجنانات، قد شهدت، منتصف الأسبوع الماضي، جريمة قتل مروعة، حيث عمد حارس ليلي يعاني من اهتزاز نفسي إلى ترصد حركات بقال شاب في أحد زوايا المدينة، ووجه إليه طعنات في العنق أدت إلى وفاته.