تتسارع الأحداث بشكل لافت للانتباه داخل نادي الرجاء البيضاوي لكرة القدم، فبعد أن تم إسدال الستار على الفصل الأول من قضية العميد أمين الرباطي، ثم عقد الفريق «الأخضر» جمعه العام العادي، والذي كشف أن هناك اختلالات ومعاملات غير قانونية في مالية الرجاء، عاد نادي الرجاء ليخطف الأضواء، وهذه المرة من بوابة المكتب المديري للفريق، بعد أن قدم محمد بودريقة استقالته من رئاسته. لقد ربط بودريقة استقالته من المكتب المديري بأسباب قال إنها شخصية، قبل أن يعود ليؤكد في بلاغ استقالته أنه قام بهذه الخطوة من أجل التفرغ لفرع كرة القدم الذي أصبح بحسبه مؤسسة رياضية مهمة تقتضي التتبع والسهر على تنفيذ محاور البرنامج الذي تم تحيينه وتقديمه أمام برلمان الفريق، قبل أن يوظف ورقة الملك محمد السادس، وهو يؤكد أن من أسباب الاستقالة رغبته في بناء الأكاديمية التي ستقام في البقعة التي وهبها الملك لفرع كرة القدم. لقد أقام بودريقة الدنيا ولم يقعدها ليزيح امحمد أوزال من رئاسة المكتب المديري، ويتربع على كرسي المكتب المديري، بل إن بودريقة قدم الكثير من الوعود لرؤساء الفروع في محاولة منه لإقناعهم بتزكيته، ومن بين هذه الوعود توفير مقر والتعاقد مع مستشهر خاص بالمكتب المديري، وإيجاد دعم قار. كان محرك كل هذه الوعود، هو التعديلات التي عرفها قانون التربية البدنية، والذي يمنح لرئيس المكتب المديري سلطة تعيين رئيس منتدب لتسيير فرع كرة القدم، ولذلك، تابعنا كيف أن عددا من رؤساء فروع كرة القدم وضعوا أيديهم بسرعة على رئاسة المكتب المديري لينسجموا مع القانون الجديد، ويضمنوا أن لا أحد بمقدوره أن يزحزحهم من رئاسة فرع كرة القدم. ولما اتضح لبودريقة أن هذا القانون لن يتم تفعيله، وأن الأمور ستسير سيرها العادي، كما كانت عليه في السابق، وأنه ملزم في الوقت نفسه بالوفاء بالوعود التي قطعها على نفسه، فإنه اختار أن يستقيل، وهي استقالة تشبه «الهروب» أكثر منها خيار استراتيجي لرئيس الرجاء. إن طريقة الاستقالة تكشف جانبا من الصبيانية والتسيير العشوائي الذي بات يطبع عمل هذا الرئيس الذي تم تقديمه على أنه شاب متعطش ومتحفز للعمل، فإذا به اليوم يواصل ارتكاب نفس الأخطاء القاتلة. كما أن هذه الاستقالة تطرح بعض الأسئلة، من قبيل لماذا لم يعلن عنها في الجمع العام الذي عقده الفريق يوم الجمعة الماضي، أو في الندوة الصحفية التي عقدها بعد الجمع، ولماذا اختار عن سبق إصرار وترصد أن يعلن عن الاستقالة وهو يقضي العمرة في الديار المقدسة. إنها أسئلة صغيرة، لكنها حتما ستقودنا إلى أجوبة عميقة، ستكشف الكثير من الأمور غير الرياضية.