سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رجاء أكادير.. حمل مشعل الرياضة بمنطقة سوس ولا يتحمل اليوم بقاءه بقسم الهواة لعب بالقسم الوطني الأول وكان خصما عنيدا لحسنية أكادير وارتبطت ألقابه بالفئات الصغرى
هي فرق ذاع صيتها، فازت بألقاب وتربعت يوما على عرش البطولة الوطنية، لكنها الآن أصبحت نسيا منسيا.. «المساء» تدعوكم إلى التعرف على أندية وطنية، تسكن أرشيف الرياضة المغربية، لا يذكرها البعض إلا في مناسبات قليلة.. فرق كانت مصدر فخر لجمهورها، وقدمت للمغرب أسماء لاعبين كبار موهوبين، ساهموا يوما في صنع مجد الرياضة المغربية.. لكنها بعد سنوات تألق، توقف نبضها، وصارت في خبر كان، وأصبح الحديث عنها أشبه ب«حجايات» جميلة نحتاج معها إلى صيغة الماضي، «كان يا ما كان».. لنبدأ حكاية فرق عزت ثم هانت.. في مدينة أكادير، يحمل فريق الحسنية طموح كل أبناء سوس، ظل الفريق صامدا بقوة بين كبار الأندية الوطنية، وصارع على الألقاب.. ولم يكن فريق الحسنية وحده الذي تأتيه برقيات التهاني من كل جانب، فمعه كان فريق رجاء أكادير يصنع لنفسه اسما بين أندية الصفوة، كان عشق الأكاديريين مقسما بين الرجاء والحسنية، كان ديربي أكادير يجلب إليه جمهورا كبيرا من أبناء المدينة ومن المدن الأخرى المجاورة.. كانت جماهير الأحياء الشعبية ببلدية أكادير تساند الرجاء، في وقت كانت جماهير إنزكان والدشيرة وأيت ملول تساند الحسنية.. و كان فريق الحسنية يلعب كل موسم من أجل الصعود، وهو ما أعطى نكهة خاصة للديربي السوسي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.. ولم يكن أحد يتوقع أن يكون رجاء أكادير رقما صعبا في معادلة كرة القدم السوسية، حيث لم يتأسس الفريق إلا في سنة 1953 عكس فريق الحسنية وفرق إنزكان، تارودانت وتزنيت التي تأسست قبل ذلك بكثير.. وحتى تأسيسه لم يكن بمدينة أكادير بل بقرية صغيرة على هامش المدينة، تسمى بنسركاو، وهو اليوم حي شعبي كبير داخل المدار الحضري لبلدية أكادير..وكان الجمع العام التأسيسي للفريق قد تم حينها بمنزل عائلة بوزاري، وكان الفريق يحمل في البداية اسم «وفاق بنسركاو» غير أن حادثا طريفا سيغير من هذا الاسم بعد أن استعصى على السيد جامع العواد المكلف بإيداع الملف لدى مصالح الشبيبة والرياضة تذكر الاسم وحدد ذلك كآخر أجل للانخراط في العصبة، وتعذر على الرجل الرجوع إلى «الدوار» لتذكيره باسم الفريق.. وأمام هذا الوضع لم يجد الرجل بدا من قبول اقتراح موظف الشبيبة والرياضة بتسميته ب «رجاء بنسركاو»، لكن التقسيم الإداري الذي جعل بنسركاو حينها تابعا لدائرة انزكان لم يسمح لبنسركاو باستغلال ملاعب أكادير، بالإضافة إلى انعدام الإمكانيات المادية في الدوار، وأمام هذه العوامل كاملة، غير الفريق اسمه سنة 1967 إلى الاسم الحالي، النادي البلدي رجاء أكادير. يذكر التاريخ أن فريق رجاء أكادير تعرض لموقف غريب في مساره الرياضي في الموسم الرياضي 78 / 79 ، فحينما حل الفريق ضيفا على دفاع عين السبع بالدار البيضاء في مقابلة قادها الحكم أومينة، الذي لم يتحمل يومها احتجاجات لاعبي رجاء أكادير على بعض قراراته، فتلفظ في حقهم بعبارة اعتبرها لاعبو الفريق السوسي عنصرية ومهينة، ولم يتمالك المرحوم «هنكا» نفسه واعتدى جسديا على هذا الحكم ليتم اعتقاله فورا وإيداعه سجن عكاشة بالدار البيضاء، غير أن الرجاء صعدت من احتجاجها ضد الجامعة التي كان يترأسها الكولونيل بلمجدوب، واعتذرت في مقابلتين، لتشعر بعدها الجامعة العصبة بتطبيق القانون في حق رجاء أكادير والتشطيب عليه من البطولة ومطالبة العصبة بالتشطيب عليه أيضا.. الأمر الذي أغضب رئيس عصبة سوس حينها، والذي جمع أعضاء مكتب العصبة الذين قرروا بالإجماع توقيف جميع أنشطة العصبة، وتوقف أندية الحسنية وإنزكان وتزنيت والرجاء عن الحضور إلى ملاعب بطولة القسم الثاني.. كما توقفت بطولة العصبة وحكامها ومناديبها ورفضت الجامعة دخول أي حوار معهم.. لكن الأمر لم يدم طويلا إذ سرعان ما انتقل المكتب الجامعي لمدينة أكادير حيث فاوض رئيس العصبة، وتمت الاستجابة لمطالبه.. وكان لهذا الحادث أثرا إيجابيا على كرة القدم السوسية حيث تم إلحاق على بندار من إتحاد إنزكان بالجامعة، وتم ترقية حكام سوس وعلى رأسهم الحكم محمد جيد وتحقيق مكاسب أخرى.. في سنة 1974، كان فريق رجاء أكادير على موعد مع الانتصارات، كان له موعد مع معانقة القسم الوطني الأول، والبحث عن إنجاز يخلد اسمه في أرشيف المتوجين في بطولتنا الوطنية، خاض التجربة موسما واحدا فقط قبل أن يجد نفسه من جديد يصارع أمواج القسم الثاني.. كان على الفريق أن ينتظر سنوات أخرى ليعيد نفس سيناريو الإنجاز، وفي سنة 1982، سيعود الرجاء بقوة إلى الساحة الكروية، تصدر شطر الجنوب للقسم الوطني الثاني، وأمتع كثيرا وهو يحقق نتائج طيبة، إذ وصل الفريق بفضل إرادة لاعبيه ومدربه ومسيريه إلى القسم الوطني الأول، لكن لم يعمر طويلا، إذ حمل حقائبه سنة بعد ذلك وجر معه هموم النزول إلى قسم الموت.. عاد من حيث أتى وفي القلب غصة. في سنة 1990 ، عاش الفريق تحولا كبيرا، بعد إسناد رآسته لعبدالله العروجي الذي كان حينها يشغل نائبا لرئيس المجلس البلدي، و الذي عمل على بناء المقر الإجتماعي للفريق في أكادير.. كما استقدم الرجل مصطفى مديح لتدريب الفريق، وحقق نتائج مهمة، ووصل إلى لعب مباراة السد التي انهزم فيها أمام المغرب التطواني، وبعد مديح تم استقدام سيدين بلخير، الإطار السوسي المقيم بالبيضاء والذي حقق الصعود مع جمعية الحليب، وكتب لرجاء أكادير أن يعيش مأساة أخرى بعد أن توفي سيدين بلخير ساعتين فقط من إشرافه على حصة تدريبية للفريق. ارتبطت ألقاب رجاء أكادير بالفئات الصغرى، إذ حصل على بطولة المغرب للشبان موسم 78/79 وبطولة المغرب للصغار موسم 86/87. لكنه حمل يوما مشعل الرياضة بمنطقة سوس، وهو اليوم يصارع من أجل الخروج من قسم الهواة.