خرجت الدارجة من تصنيفها كتطويع يومي للعربية المدرسية (حتى لا أقول الفصحى) ودخلت أخيرا مجالا تأمليا شغل البلاد والعباد. هذا الركن اليومي طيلة رمضان يتناول الدارجة كألفاظ في محاولة لرد بعضها إلى أصولها سواء كانت عربية أو غيرها. سلسلة لعبد المجيد فنيش، المسرحي الباحث في الفنون التراثية يتذكر في هذه السلسلة بعض ما تناوله في عدد من البرامج الإذاعية و في عروضه النظرية، خاصة حول فن الملحون وهي مقاربات لا يحتفظ بتسجيلاتها ولا بمسوداتها. مانويش: هذا التعبير قريب إلى الأصل الذي هو ما نويت، وقد تمت إضافة حرف الشين، هذا الحرف الذي هو بدوره هنا إختزال لكلمة شيء، حيث حذفت الياء والهمزة، والأصل الكامل هو ما نويت شيئا، وهنا لابد من التأكيد على أن كل أفعال الماضي في الدارجة لها المعنى نفسه فنقول ماتكلمتش. فْريا: كلمة دارجة ينطقها المغاربة بمد الألف ومعناها هو الشيء القبيح وهو المعنى نفسه في الكلمة الأصل، وهي فرية التي وردت في القرآن الكريم في صورة مريم، والتي تفيد حسب حديث اليهود اتيان مريم بأمر قبيح حين جاءتهم بالمسيح من دون زواج. وقد تكون كلمة فريا تفيد الشيء البارد وفي المجاز يجوز فهم القبيح بالبارد.
ياه: كلمة تستعمل غالبا في التعجب والاستغراب وإظهار الاندهاش من شيء، وتحمل كذلك دلالة الاستنكار كقولنا ياه على بنادم، وأصل هذا التعبير هو يا الله، وكذلك هو آه خاصة كلما تعلق الأمر بالتعبير عن شجن وحسرة. متْعوس: يفيد في الدارجة وصف إنسان بالتعاسة والشقاء، وهي اسم مفعول وأصلها هو التعس وهي تفيد نفس معنى الأصل منكوس اسم مفعول في الدارجة الأصل في الفصح، وهو نجس من النجاسة وينطق المغاربة جيمها كافا بنقط ثلاثة كما هو الحال في نطقها للقاف. عبد المجيد فنيش