قالت رشيد داتي وزيرة العدل الفرنسية «إن الذين يروجون الأسئلة حول هوية والد ابنتي زهرة هم فئة قليلة، «لأن لا أحد يوقفني في الشارع ويسألني عن هوية والد ابنتي، إنني أعتبر ترويج الأسئلة حول ذلك أمرا تافها وغير لائق.. إن ابنتي زهرة هي أحسن ما حصل لي في حياتي.. إلى درجة أعتبر معها الأمر نوعا من المعجزة». وأكدت ذاتي، في لقاء لها مع عدد من قراء الصحيفة الفرنسية الشهيرة «لوباريزيان أوجوردوي» شمال باريس، أن الوزير في فرنسا ليس مالكا للحقيبة الوزارية التي يحملها، في تعليقها على قرب انتهاء مهمتها في حكومة فرانسوا فيون بمناسبة الانتخابات الأوربية المزمع تنظيمها شهر يونيو المقبل. وقالت الوزيرة الفرنسية من أصل مغربي «إن من يعتقد عكس ذلك يجب أن يتوقف عن ممارسة السياسة»، معتبرة أن تعيينها حارسة للأختام يعبر عن «شجاعة سياسية» من طرف الرئيس «نيكولا ساركوزي». وقالت داتي تعقيبا عن الانتقادات التي طالتها بخصوص شكلها وهندامها الذي ظهرت به خلال الأشهر الأولي بعد تعيينها، إنها كانت ضحية للصور التي رسمتها وسائل الإعلام حولها. وصرحت داتي: «لم يتغير شكل جسمي ولا ملابسي ما بين مرحلة الحملة الانتخابية ومرحلة تعييني على رأس وزارة العدل، أحيانا تكون الصور التي يتم تسويقها حول شخص ما بعيدة عنه ولا علاقة له بها، لقد ظللت خلال حواراتي ولقاءاتي الإعلامية أناقش الإصلاحات التي قمت بها على مستوى الوزارة، ولاشيء غير ذلك». وحول سؤال ما إذا كانت تتمنى أن تكون ولدت في الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي استطاع فيها رئيس أسود بلوغ قمة الهرم السياسي بدل فرنسا التي ينظر فيها البعض إلى نجاحك كنوع من الوصولية؟ قالت داتي «لقد قدم والداي إلى فرنسا سنة 1964 أميين، وبعد أربعين سنة أصبحت ابنتهما وزيرة للعدل، لماذا أتمنى أن أولد في بلد آخر غير فرنسا إذن، لم يسبق لي أبدا أن لعبت دور الضحية». وكثفت رشيدة داتي من خرجاتها الإعلامية، خلال الأسابيع القليلة الماضية، فيما يشبه استباقا للانتخابات الأوربية المزمع تنظيمها شهر يونيو المقبل، والتي تخوض فيها داتي غمار المنافسة للظفر بمقعد عن إقليم العاصمة باسم حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الحاكم. ويفسر المراقبون في فرنسا الظهور الإعلامي المكثف لرشيدة داتي، مؤخرا، بمحاولتها تفسير حصيلتها وإنجازاتها على رأس وزارة العدل، وتحسين صورتها المتأثرة بالحملات الإعلامية التي اتخذ بعضها طابعا عنصريا فجا.. سرع من إبعادها إلى بروكسيل. وكانت داتي قد تحولت منذ توليها إلى عنوان ثابت في صحف ومجلات السياسة والموضة بفرنسا، وموضوع لا تكاد تفارقه مجموع القنوات التلفزية والمحطات الإذاعية على اختلاف توجهاتها. ومن المفارقات أن أقوى الضربات التي تلقتها داتي طيلة مشوارها في حكومة فيون جاءت من محسوبين ومقربين من حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية.