أعلنت إدارة مهرجان «حب الملوك» في مدينة صفرو، يوم الأربعاء الماضي، عن اسم المرشحة التي ستحمل تاج المهرجان في دورته ال94، وستسير وسط موكب للشموع في شوارع صفرو، وسط آلاف المتتبعين ومنهم شخصيات حكومية، وضيوف عن تمثيليات دبلوماسية أجنبية. وقالت إدارة المهرجان إن لجنة التحكيم اختارت ندى بلغيتي، ملكة للجمال، من بين 42 ترشيحا. وهي تتحدر من صفرو، وعمرها لا يتجاوز 22 سنة، حاصلة على شهادة الباكلوريا في شعبة علوم الاقتصاد، وعلى دبلوم «تقنية مختصة في تسيير المقاولات «. ومن أعراف احتفالات المهرجان بالفائزات باللقب، تنظيم الحفل الكبير للتتويج في ساحة «باب المقاوم» بوسط المدينة، على أن ينطلق الاستعراض الرسمي لموكب الملكة من الملعب البلدي، ويقطع الشارع الرئيس الممتد الذي يغص بالجمهور، في اتجاه ساحة «باب المقام». لكن تتويج الملكة، ومعها الوصيفتين والعروسين، سيخفت بمجرد انتهاء الدورة. وخلافا لمهرجانات أخرى تصنع نجومها، وتوفر لها آفاق رحبة للنجاح في عوالم الموضة والإشهار، والعمل في شؤون العلاقات العامة، فإن «شيخ» مهرجانات المغرب لم ينجح بعد في معانقة «الاحترافية» والخروج من «سيطرة» المنتخبين على شرايينه، كما أن جمعيته لا تستفد بعد من «دروس» المجلس الجهوي للحسابات، وفق تقريره الأخير، والذي رصد وجود اختلالات بسبب غياب المهنية في التدبير. وتشترط إدارة المهرجان، إلى جانب معايير الجمال، توفر المرشحات على مؤهلات تعليمية وثقافية، كشرط أساسي في عمليات انتقاء تقوم بها لجنة توصف بأنها مختصة، وتضم في عضويتها أعضاء في جمعية «حب الملوك»، وممثلين عن المجلس البلدي، وصحفيين. وتوصلت الجمعية بحسب المعطيات المتوفرة بترشيحات من مدن مغربية متعددة (العيون، أكادير، وارزازات، خنيفرة، الدارالبيضاء، الرباط، مكناس، فاس، صفرو..)، بالإضافة إلى مرشحات يقمن في لندن وأبو ظبي. وأعلنت إدارة المهرجان عن أسماء الفائزات بلقب وصيفتي ملكة الجمال، حيث حصلت بوشان شيماء على لقب الوصيفة الأولى (مواليد 1993 بالرباط). أما لقب الوصيفة الثانية فحازته نسرين قتروب (مواليد 1987 بأكادير). ومنح لقب العروسة العربية والأمازيغية لكل من رباب الرضواني (مواليد 1996 بمدينة صفرو)، وشيماء الزروالي (مواليد مكناس). وحصل المهرجان على اعتراف منظمة اليونسكو، وسجل، منذ سنتين، تراثا ثقافيا لا ماديا لديها، لكن هذا الاعتراف لم ينفع في إخراج «شيخ المهرجانات» في المغرب من «عزلته»، وإعطائه الإشعاع الوطني والدولي الذي يستحقه مهرجان يدافع، في العمق، عن الغنى الحضاري، والتنوع الثقافي في المغرب. وتعتبر مناسبة تنظيم المهرجان فرصة لإنعاش الحركة الاقتصادية في المدينة التي تعاني من «انسداد» بسبب غياب المناطق الصناعية، وقلة فرص الشغل أمام فئات واسعة من الشباب، لكن آلاف الزوار الذين يساهمون في تنشيط الدورة الاقتصادية لا يجدون أمامهم ولو فندقا واحدا للإقامة به، في مدينة لا تتوفر على بنيات سياحية، بالرغم من أنها تتوفر على مؤهلات طبيعية وتاريخية مهمة، وتجاور مدينة فاس، أحد أهم المحاور السياحية المعروفة في المغرب.