من المنتظر أن تنزل إلى شوارع مدريد قبل نهاية الشهر الجاري عدة جمعيات للمزارعين والمصدرين الإسبان للاحتجاج على الاستمرار في دخول الطماطم المغربية إلى الأراضي الأوروبية. واتخذت الجمعية الإقليمية للمقاولين ومزارعي ومصدري المنتجات الزراعية بألميرية (جنوبإسبانيا) قرارها بالنزول إلى شوارع العاصمة الإسبانية خلال جمع استثنائي عقدته أول أمس. كما شرعت في تنفيذ خطة لتحفيز جميع المقاولين والتعاونيات الفلاحية على المشاركة في هذه الخطوة التصعيدية قصد الضغط من أجل التزام المغرب باتفاق الشراكة، الذي يجمعه بالاتحاد الأوروبي، ومطالبة اللجنة الأوروبية للفلاحة بتقوية مراقبتها للمنتوج المغربي من الطماطم وكذا ضبط أسعاره. وأعلن مانويل غالديانو، رئيس الجمعية، أنه شرع في اتخاذ مجموعة من الإجراءات القانونية من أجل مقاضاة المغرب، داعيا خلال الاجتماع، الذي حصلت «المساء» على نسخة من تقريره، إلى وقف استيراد الطماطم من خارج دول الاتحاد الأوروبي، لأن ذلك يضر باقتصاد عدد من الدول الأعضاء. ومن جانب آخر، ستناقش لجنة البيئة والعالم القروي وشؤون البحر داخل البرلمان الإسباني منتصف الشهر الجاري مقترحا تقدم به الحزب الشعبي اليميني المعارض من أجل تشديد المراقبة الحدودية على المنتجات الفلاحية القادمة من دول لا تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي، وكذا المطالبة باستقالة إلينا اسبينوزا، وزيرة البيئة والفلاحة الإسبانية، وتوجيه الدعوة إلى ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير الخارجية الإسباني، من أجل تقديم توضيحات في البرلمان حول موقف بلاده الحقيقي من المفاوضات الجارية بين المغرب والاتحاد الأوروبي وتفسير سبب عدم دعم الحكومة المركزية للاتفاق الذي تم توقيعه بين أربع حكومات جهوية. وفي السياق ذاته، شرع الحزب الشعبي في استغلال حرب الطماطم مع المغرب في التحضير للانتخابات البرلمانية الأوروبية، إذ أعلن المستشاران ايوخينو غونزالبيث وماريا ديل مار اغويرو، عن الحزب الشعبي اليميني المعارض، عقد النائبة البرلمانية الأوروبية ايستير أرنس اجتماعا بإقليم ألميرية مع ممثلي القطاع الفلاحي والمشتغلين في قطاع التسويق من أجل بحث حلول لهذه المشكلة العالقة مع الجار الجنوبي. ومازال، لحدود الساعة، يسود صمت من جانب الرباط حول المقترح الذي تقدمت به مدريد من أجل إنشاء لجنة مشتركة بين البلدين بهدف التفكير في هذا الموضوع، ولم تتسرب أي معطيات دقيقة حول الموقف المغربي من تفاعلات حرب الطماطم باستثناء تصريحات مصطفى المنصوري، زعيم حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي قرئ بأن له علاقة بسياقات انتخابية. ويذكر أن مشكلة صادرات الطماطم المغربية اتخذت توجهات معادية للمغرب في الآونة الأخيرة عندما قام النائب اليساري في البرلمان الأندلسي خوان مانويل سانشيث بمهاجمة العائلة الملكية المغربية واتهامها بالسيطرة على ثروات المغرب.