نظم مئات من المزارعين الاسبان أول أمس ، وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الخارجية بالعاصمة مدريد ، احتجاجا على ما اعتبروه تهديدا لمصالحهم من قبل المنتوجات المغربية وخصوصا الطماطم والحوامض والخضراوات. الوقفة التي دعت إليها تنسيقية منظمات المزارعين ومربي المواشي ، جاءت ضمن حملة تصعيد غير مسبوقة من قبل مزارعي إقليم الأندلس ، حيث عممت في الأيام الأخيرة العديد من البيانات تهدد خلالها باللجوء إلى كافة الوسائل للضغط على الحكومة الإسبانية ، ودفعها إلى رفض الاتفاقية التجارية الأوروبية المغربية التي تجري مفاوضات بشأنها بين الطرفين لتحيينها حتى تستجيب للوضع المتقدم الذي منحه الاتحاد الأوروبي لبلادنا . وفي هذا الإطار اتهم أحد منظمي الوقفة المغرب بأنه لا يحترم بنود الاتفاقية التي لا تزال سارية ، قائلا بأنه في الأسابيع الأخيرة تم تصدير كميات من الطماطم أكثر مما هو مسموح بها وبسعر أرخص ، كما هاجم المقاولات الاسبانية والفرنسية التي تعمل في المغرب بهذا المجال متهما إياها بعدم مراعاة مصالح المزارعين الاسبان، وخصوصا بألميرية ومورسيا في إقليم الأندلس. وخلال هذه الوقفة ، استقبل مسؤول بوزارة الخارجية أحد المنظمين ، وصرح هذا الأخير عقب اللقاء أن الخارجية الاسبانية وعدت بأن تأخذ مطالب المزارعين الاسبان بعين الاعتبار ، خلال المفاوضات الجارية بين المغرب والاتحاد الأوروبي ، مضيفا بأن ما يخشاه مزارعو إقليم الأندلس هو اتفاق الطرفين المتوقع حول تحرير كامل للمبادلات التجارية التي ستهم أيضا المنتجات الفلاحية ، وهو ما يعني أن المغرب سيصبح مسموحا له بتصدير ما أمكنه من منتجاته بأسعار غير قابلة للمنافسة. ومعلوم أن إقليم الأندلس كان من أكبر المستفيدين من انضمام إسبانيا إلى الاتحاد الأوروبي في الثمانينات ، حيث شهد النشاط الزراعي هناك نموا ملحوظا كان له التأثير الإيجابي على مختلف المجالات ، وأصبحت القرى والمدن الفقيرة بالجنوب الإسباني ، مناطق مزدهرة يغامر الآلاف من الأفارقة للوصول إليها بحثا عن منصب شغل ، وعلى رأسهم المغاربة ، رغم سوء المعاملة والإهانات التي يتعرضون لها . ويعتبر عدد من المراقبين أن دخول الاتفاقية الجديدة بين المغرب والاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ ، سينافس بشدة المكانة التي ظل يستفيد منها إقليم الأندلس لسنوات ، خصوصا أن المغرب يقدم منتوجات فلاحية لا تقل جودة وبسعر أرخص. وكانت المنتوجات الفلاحية المغربية ، قد تعرضت في مناسبات عديدة للإتلاف من طرف جمعيات للمزارعين بإقليم الأندلس وذلك بعد وصولها إلى الموانئ الإسبانية ، رغم أن المغرب أوضح مرارا أنه يحترم كافة الاتفاقيات المبرمة بينه وبين الاتحاد الأوروبي ، وهي اتفاقيات يستفيد منها الطرفان وليس المغرب وحده .