قام مئات المزارعين، أغلبهم من مزارعي الطماطم في ألميريا بإقليم الأندلس الواقع جنوبإسبانيا، أول أمس الأربعاء بتظاهرة احتجاجية ضد دخول الطماطم المغربية، نظمت عند مخرج الكيلومتر 471 بالطريق السيار الواقع على البحر الأبيض المتوسط، حسب ما ذكرته وسائل إعلام إسبانية أمس الخميس. وقالت صحيفة «إلبايس» إن التظاهرة الاحتجاجية انتهت بمواجهة بين المحتجين وقوات الأمن وقطع الطريق السيار لمدة تقارب الساعتين، من الساعة الواحدة إلى الثالثة بعد الزوال بالتوقيع المحلي. ويحتج المزارعون الإسبان على ما يسمونه عدم احترام المغرب الكميات المحددة بالنسبة لصادراته من الطماطم وبإعادة فتح الحوار بين المغرب والاتحاد الأوربي حول اتفاق الشراكة. كما قام المحتجون بحرق ما يقرب من 5000 كلغ من الطماطم، تعبيرا عن «إغراق» الطماطم المغربية للسوق الأوربية. وأكد أندريس كونغورا، عن إحدى نقابات المزارعين الإسبان، قائلا «المملكة المغربية لا تحترم الاتفاق الذي دخل إلى حيز التنفيذ في عام 2001. إنها لا تحترمه ويمكن أن أقدم مثلا على ذلك: في شهر يناير وحده وصلت كمية الطماطم التي دخلت السوق الأوربية 31 مليون كلغ، بل إن سوق بيربينيون بفرنسا أكد أنه باع ما يقرب من 42 ألف طن من الطماطم المغربية». غير أن وكالة الأنباء الإسبانيته «أوربا بريس» قدمت على لسان نفس المسؤول رقما مغايرا، إذ أكد أنه بنفس المدينة الفرنسية «بيع في شهر يناير الماضي ما يقرب من 20 ألف طن من الطماطم المغربية، وهو ما يشكل 65 في المائة من مجموع 31 ألفا و300 طن التي بإمكانها ولوج السوق الأوربية». ويحتج المزارعون أيضا على المفاوضات الجارية بين الرباط وبروكسيل بشأن تحرير الصادرات المغربية إلى الاتحاد الأروبي، والتي وصفتها نقابات المزارعين ب «المقلقة» بالنسبة لمستقبل الزراعة بإسبانيا حسب اعتقادهم. وقالت «إلبايس» إن مندوبية الحكومة المركزية بألميرية أكدت بأن التظاهرة لم يكن مرخصا لها، وبالتالي فإن الحرس المدني سيحدد هوية المسؤولين عن التظاهرة من أجل فتح تحقيق معهم. ويذكر أن نقابات المزارعين كانت قد قامت يوم 11 فبراير الجاري بتظاهرة احتجاجية مماثلة أمام مقر الخارجية الإسبانية بمدريد من أجل تذكير حكومة الاشتراكي خوسي لويس ثاباتيرو بتدني العائدات الفلاحية بإسبانيا بنحو 10 في المائة.