هل انصاعت الحكومة الإسبانية لضغوط المزارعين في ملف المفاوضات بين المغرب والاتحاد الأوربي، أم أن الأمر لا يتعلق سوى بمحاولة امتصاص غضبهم؟. من الصعب الإجابة عن هذا السؤال، غير أن المؤكد، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الإسبانية «أوربا بريس»، أن الحكومة المركزية الإسبانية راسلت المفوضية الأوربية وأكدت لها أنها «لن تكون مرنة» خلال مفاوضات الرباط وبروكسيل بخصوص اتفاق الشراكة الخاص بالفلاحة. وأوضح المصدر ذاته أن كاتب الدولة الإسباني المكلف بالعالم القروي والماء، جوسيب بوكشوي، أعلن، أول أمس الاثنين، أنه بعث برسالة إلى المدير العام للفلاحة والتنمية القروية بالمفوضية الأوربية، جون ليك دومارتي، يخبره فيها بأن «الحكومة الإسبانية ستتبنى موقفا غير مرن بشأن فتح المفاوضات بشأن الجدول الزمني والكميات المصدرة وأسعار دخول المواد الفلاحية المغربية إلى الاتحاد الأوربي». هكذا رد المسؤول الإسباني في ندوة صحفية نظمها بألميرية بإقليم الأندلس على الاحتجاجات التي نظمتها نقابات المزارعين الأسبوع الماضي بشأن مفاوضات المغرب مع الاتحاد الأوربي. وحاول كاتب الدولة الإسباني أن يطمئن هؤلاء المزارعين، غير أنه عبر عن رفضه لاستعمال العنف والسب خلال المظاهرات التي نظمت مؤخرا. وقال إن «الحكومة المركزية (الإسبانية) تعمل على البحث عن تقريب وجهات النظر بين أعضاء الاتحاد الأوربي». وكانت نقابات المزارعين قد نظمت في الأيام القليلة الماضية احتجاجات وتظاهرات ضد المفاوضات بين المغرب والاتحاد الأوربي. فيوم 11 فبراير الجاري قامت بتظاهرة احتجاجية مماثلة أمام مقر الخارجية الإسبانية بمدريد من أجل تذكير حكومة الاشتراكي خوسي لويس ثاباتيرو بتدني العائدات الفلاحية بإسبانيا بنحو 10 في المائة. كما قام مئات المزارعين، أغلبهم من مزارعي الطماطم بإقليم ألميريا بإقليم الأندلس الواقع جنوبإسبانيا، الأربعاء الماضي بتظاهرة احتجاجية على دخول الطماطم المغربية، وذلك عند مخرج الكيلومتر 471 بالطريق السيار الواقع على البحر الأبيض المتوسط. وانتهت التظاهرة الاحتجاجية بمواجهة بين المحتجين وقوات الأمن وبقطع الطريق السيار لمدة تقارب الساعتين، أي من الساعة الواحدة إلى الثالثة بعد الزوال بالتوقيع المحلي. ويحتح المزارعون الإسبان على ما يسمونه عدم احترام المغرب الكميات المحددة بالنسبة لصادراته من الطماطم، وبإعادة فتح الحوار بين المغرب والاتحاد الأوربي حول الصادرات الفلاحية، كما يحتجون أيضا على المفاوضات الجارية بين الرباط وبروكسيل بشأن تحرير الصادرات المغربية إلى الاتحاد الأوروبي، والتي وصفتها نقابات المزارعين ب «المقلقة» بالنسبة لمستقبل الزراعة بإسبانيا .