قدمت عضو البرلمان الإسباني عن الاتحاد والتقدم والديمقراطية، روزا دييث، أول أمس، مبادرة تعتبر الأولى من نوعها تتمثل في طرح سؤال على المؤسسة التشريعية والحكومة الإسبانية حول موضوع السيادة الإسبانية على مدينتي سبتة ومليلية، وما إذا كان هذا القرار قد أصبح «لا غنى عنه» بالنسبة إلى مستقبل المدينتين، باعتبار ما تتداوله تقارير متعددة حول مشروع السيادة المغربية-الإسبانية المشتركة على المدينتين مستقبلا. وحسب ما أوردته وكالة أوربا بريس، فإن السؤال الذي قررت البرلمانية الإسبانية طرحه على حكومة خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو داخل مجلس النواب، سيتطرق إلى معرفة الإجراءات المزمع اتخاذها بهذا الخصوص، ومدى الضمانات المقدمة من الطرفين من أجل احترام ما وصفته ب«وحدة وسيادة إسبانيا على المدينتين» اللتين يتم تداول مستقبلهما بالإضافة إلى صخرة فيليث وجزيرة النكور في قلب خليج الحسيمة، والجزر الجعفرية. ويتطرق السؤال في إحدى فقراته إلى معرفة «رد فعل إسبانيا» في حالة إذا «لم يقبل المغرب الاعتراف بالسيادة الإسبانية الأحادية» على هذه المناطق. وكانت اليومية الإسبانية «الإمبارثيال» قد كشفت أن المغرب بصدد البحث عن صيغة تتبنى فرض سيادة مشتركة إسبانية-مغربية على المدينتين، وطرحها على ساكنة مدينة سبتة ومليلية حتى يتمكنوا من التكيف معها والقبول بها، مضيفة أن «خارطة الطريق» التي أعدتها الرباط تتضمن عدة نقاط أساسية، من بينها «فرض وضع العلم المغربي إلى جانب الإسباني في المدينتين». كما أكدت اليومية أن الاستراتيجية الإسبانية المتبعة من طرف ثاباتيرو تهتم في مضامينها بملفين أساسيين: ضمان الإبقاء على مصالح المواطنين الإسبان القاطنين بالمدينتين، والعمل، في نفس الوقت، على التوصل إلى حل نهائي «للمشاكل» التي تقف أمام الحكومات الإسبانية المختلفة والمتعاقبة منذ انطلاق الانتقال الديمقراطي قبل حوالي 30 سنة. وأضافت اليومية أنها توصلت بنسخة من تقرير «خارطة الطريق» تنص على فتح مفاوضات بين البلدين فور فوز ثاباتيرو في الانتخابات العامة، حيث وضع «التقرير» اتفاق إطار لأهدافه كإنشاء «لجنة تقنية» مشتركة لحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في كلتا المدينتين، قبل تناول «المفاوضات السياسية» التي يقترح فيها المغرب خيار فرض «السيادة الإسبانية-المغربية المشتركة»على المدينتين. وصرح برلماني عن فريق الحزب الشعبي الإسباني المعارض ل«المساء» بأن مقترح السيادة المشتركة على المدينة «أصبح يطرح نفسه بكثرة رغم نفي الوزير ثاباتيرو لذلك في أحد تصريحاته»، مشيرا إلى أن قرار وزارة الدفاع الإسبانية تقليص عدد العسكريين في المدينتين بحوالي النصف، «عزز المزيد من الشكوك حول هذا الملف»، يقول العضو البرلماني الإسباني، مع العلم بأن مغاربة سبتة يمثلون نسبة 40% من مجموع ساكنة المدينة، حيث يعيش فيها 30 ألفا من المغاربة الإسبان من أصل 75 ألف نسمة. تخوفات الإسبان من فرض سيادة مشتركة على مدينتي سبتة ومليلية عززه تقرير سابق لجهاز الاستخبارات الوطنية الإسبانية حمل عنوان «الهشاشة الأمنية والتهديدات القائمة». التقرير حذر من تزايد عدد المسلمين في المدينتين، والذين «سوف يشكلون الأغلبية الساحقة خلال عام 2018، حيث يقدر معدل ارتفاع عدد السكان المسلمين بسبتة بنسبة 40 %، ما يزيد من احتمالات مطالبة المغرب باسترجاع المدينتين نهائيا»، يتابع التقرير، فيما تقدر نسبة المسلمين المغاربة بمدينة مليلية اليوم بحوالي 26 ألفا، بنسبة 40 % من مجموع سكان المدينة.