ذكرت وكالة إيفي للأنباء أن الجمعيات الفلاحية الرئيسية بإقليم الأندلس، جنوبإسبانيا، قررت تنظيم وقفة احتجاجية بمدينة غرناطة يوم 8 مارس القادم، بالتزامن مع انعقاد القمة الأوروبية المغربية، وذلك احتجاجا على تجديد الاتفاقية التجارية المغربية الأوروبية. وجاء الإعلان عن تنظيم هذه الوقفة خلال ندوة صحافية عقدتها أمس الجمعيات المذكورة، التي تدعي أن المغرب يغرق السوق الأوروبية بالطماطم والخضروات، مما يضر بمصالح المزارعين الأندلسيين.وتطالب هذه الجمعيات من الاتحاد الأوروبي عدم التصديق على تجديد اتفاقية التجارة مع المغرب، كما تنص على ذلك الشراكة بين الطرفين، والتي من المتوقع تجديدها في ربيع السنة الجارية. وتعترض هذه الجمعيات على الرفع من واردات المغرب من الخضراوات والطماطم، هذه الأخيرة التي يتوقع أن يستورد الاتحاد الأوروبي منها، في غضون 2013، ما يناهز 250 ألف طن، مقابل 185 ألف طن في الوقت الحالي، معتبرة أن ذلك سيجعل المزارعين الأندلسيين غير قادرين على منافسة المغرب في هذا المجال. وسبق لمزارعي الأندلس أن نظموا وقفات احتجاجية مماثلة، منها واحدة السنة الماضية أمام مقر وزارة الخارجية الإسبانية في مدريد. ومعلوم أن إقليم الأندلس كان من أكبر المستفيدين من انضمام إسبانيا إلى الاتحاد الأوروبي في الثمانينيات، حيث شهد النشاط الزراعي هناك نموا ملحوظا كان له التأثير الإيجابي على مختلف المجالات، وأصبحت القرى والمدن الفقيرة بالجنوب الإسباني، مناطق مزدهرة. ويعتبر عدد من المراقبين أن دخول الاتفاقية الجديدة بين المغرب والاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ، سينافس بشدة المكانة التي ظل يستفيد منها إقليم الأندلس لسنوات، خصوصا أن المغرب يقدم منتوجات فلاحية لا تقل جودة وبسعر أرخص. وكانت المنتوجات الفلاحية المغربية، قد تعرضت في مناسبات عديدة للإتلاف من طرف جمعيات للمزارعين بإقليم الأندلس، وذلك بعد وصولها إلى الموانئ الإسبانية، رغم أن المغرب أوضح مرارا أنه يحترم كافة الاتفاقيات المبرمة بينه وبين الاتحاد الأوروبي، وهي اتفاقيات يستفيد منها الطرفان وليس المغرب وحده.