في سنوات الثمانينيات وما قبلها كان أغلب سكان الدار البيضاء ممن يرغبون في زيارة المحمدية يستقلون حافلات النقل العمومي التي كانت ترابض في كراج علال وبن جدية، ليس حبا في هذه الوسيلة، ولكن لأنه لم تكن هناك أي خطوط للنقل الحضري، إلى جانب ارتفاع سعر الطاكسي، حيث لم يكن بمقدور عينة كبيرة من البيضاويين الانتقال إلى المحمدية بواسطة الطاكسي. وعاشت حافلات النقل العمومي قبل سنوات التسعينيات في بحبوحة مالية، بسبب غياب أي منافسة، إلا أنه مع ربط المحمديةوالدارالبيضاء بالنقل الحضري تغيرت الأمور جذريا، وبدأت الأزمة تنخر جسد حافلات النقل العمومي، وهو الأمر الذي تعمق بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حيث لم تعد تجد هذه الحافلات موطئ قدم لها في جهة الدار البيضاء. وقال يونس بلاق، الكاتب العام للنقابة ل"المساء" إن هناك منافسة قوية فرضت على حافلات النقل العمومي الرابطة بين الدار البيضاء والمحمدية، بسبب النقل الحضري والطاكسيات، كما أنه لم تعد لهم أي محطة رسمية في المحمدية، وهو ما أصبح يهدد بإفلاس هذا القطاع"، وأكد أنه حينما يريد بعض سائقي حافلات النقل العمومي أن يلعبوا دور النقل الحضري فإن سلطات المحمدية ترفض ذلك ويتم حجز بعض الحافلات. وأضاف يونس بلاق أنه لابد من إعادة الاعتبار للخطوط القصيرة، وذلك إما من خلال تمديد خطوطها، أو إدماجها ضمن منظومة النقل الحضري، عن طريق تقديم دعم من قبل الدولة، وقال "من الممكن جدا أن يتم دمج حافلات النقل العمومي بين الدارالبيضاءوالمحمدية في منظومة النقل الحضري للجهة، لأن ذلك من شأنه أن يضمن منافسة شريفة بين جميع وسائل النقل في هذه الجهة". وأوضح بلاغ النقابة الوطنية لمستثمري المقاولات الصغرى للنقل الطرقي للمسافرين بالمغرب، توصلت "المساء" بنسخة منه أن حافلات النقل العمومي تعيش وضعا كارثيا فرضه التوسع العمراني بين الدارالبيضاءوالمحمدية، بسبب تناسل المحطات الخاصة بالطاكسيات وحافلات النقل الحضري، الأمر الذي يتسبب، حسب البلاغ ذاته، في مشاكل كثيرة لحافلات النقل العمومي. وشددت النقابة المعنية على ضرورة إشراك الهيئات المعنية بهذه القضية والتشاور معها طبقا للدستور، قصد معالجة جميع المشاكل الآنية وتسوية الوضع الذي جرى وصفه بغير الطبيعي تفاديا لأي احتقانات أو احتجاجات، وذلك حتى يتجنب هذا القطاع خطر الإفلاس الجماعي والحيلولة دون التوقف الاضطراري، لأنه لابد من الحفاظ على هذه الحافلات كوسيلة اجتماعية ضرورية لنقل المواطنين. ويشعر مجموعة من أصحاب حافلات النقل العمومي الرابطة بين الدار البيضاء والمحمدية إلى جانب الكثير من مهنيي النقل الطرقي في الجهة، هذه الأيام، بتذمر كبير بسبب الارتفاع الذي تعرفه أسعار المحروقات، معتبرين أنه لابد من اتخاذ الإجراءات الضرورية اللازمة لتعويض هذه الفئة، خاصة أن الدعم الذي وعدت به الحكومة قبل شهور لم يصل لحد الساعة إلى جيوب العديد منهم، مؤكدين أنه في حال ما إذا لم تتحرك الحكومة لإيجاد صيغة مناسبة فإنهم سيصعدون احتجاجاتهم، لأن هذه الزيادات تنعكس بشكل مباشر على مدخولهم اليومي.