اقتحم 30 عنصرا من القوات المساعدة المغربية، مساء أول أمس، جزيرة ليلى لإخلائها بالقوة من 13 مهاجرا إفريقيا غير شرعي، بعدما لجؤوا إليها قبل توجههم بحرا إلى مدينة سبتة، وهو ما تسبب في ضجة في صفوف منظمات حقوقية إسبانية، التي استنكرت ما وصفته بتعدي المغرب على السيادة الإسبانية. وأعاد الاقتحام إلى الأذهان الأزمة الدبلوماسية التي سبق أن نشبت بين إسبانيا والمغرب بعد دخول جنود مغاربة الصخرة التي عرف محيطها حالة استنفار أمني كبير، سواء من طرف إسبانيا، التي لم تتوقف طائراتها الهيلكوبتر عن التحليق فوقها، فيما كانت دوريات البحرية الملكية المغربية والإسبانية تحاصر الجزيرة. وكشفت مصادرنا أن إسبانيا فضلت عدم الدخول إلى الصخرة غير المأهولة، تاركة الأمر للقوات العمومية المغربية، التي قامت قبل ذلك بيوم، حيث تم إخلاء 11 مهاجرا إفريقيا غير شرعي، من بينهم امرأتان ورضيع، بالقرب من الجزيرة ذاتها. وحلت بقرية بليونش تعزيزات أمنية كبيرة وبعض سيارات الإسعاف، كما عرفت منطقة «واد الضاويات» على مشارف سبتة نفس التعزيزات، تخوفا من عمليات اختراق جماعية للسياج الحدودي الشائك الفاصل بينها وبين سبتة. من جانب آخر، اعتبرت منظمات حقوقية الخطوة المغربية استفزازا للسيادة الإسبانية على الجزيرة الصغيرة، مطالبة السلطات الإسبانية بالتدخل في حال دخول المهاجرين الأفارقة إلى الجزيرة، كونها خاضعة للسيادة الإسبانية وليس للسيادة المغربية. واتهمت المنظمات السلطات الإسبانية باكتفاء بمتابعة تدخل عناصر الأمن المغربي لطرد المهاجرين الأفارقة من فوق جزيرة ليلى التي تبعد 14 كيلومترا عن أقرب نقطة إسبانية،في الوقت الذي تبعد 200 متر فقط على السواحل المغربية من جانبه قال الحرس المدني الإسباني أن المهاجرين تواجدوا في المياه الإقليمية المغربية مما يجعل مهمة إنقاذ هؤلاء المهاجرين مهمة الأمن المغربي وليس الإسباني وتعود آخر مرة لاقتحام الحرس المدني الإسباني لجزيرة ليلى، إلى يوم 25 يونيو من السنة الماضية، بعدما عثرت عناصر الحرس المدني الإسباني على 600 كيلوغرام من الحشيش، مخبأة بالجزيرة التي لا تبعد عن شاطئ بليونش سوى ب200 متر، حيث تم حينها حجز شحنة المخدرات، بتنسيق بين الحرس المدني التابع لكل من مدينة سبتةالمحتلة، والجزيرة الخضراء ومصلحة الضرائب التابعة لجمارك الدولة الجارة. يذكر أنه في سنة 2002 نشبت أزمة بين المغرب وإسبانيا بعدما دخل جنود مغاربة إلى الجزيرة لمراقبة الهجرة السرية، فالقي الجيش الإسباني القبض على الجنود المغاربة،وبعد وساطة أمريكية اتفق البلدان على أن تبقى الجزيرة خالية وان تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل دخول الجنود المغاربة للجزيرة. ج.وهبي - ع. الزعلي