يلتقي الملك محمد السادس يوم الجمعة المقبل بوجدة برئيس الحكومة الإسبانية لويس رودريغيز زباثيرو الذي يقوم بزيارة رسمية للمغرب في الذكرى السادسة لأزمة جزيرة ليلى التي اندلعت يوم 11 يوليوز 2002 عندما بعث المغرب مجموعة صغيرة من القوات المساعدة إلى الصخرة التي تبعد 200 متر عن التراب المغربي في الشمال، وهو الإجراء الذي قوبل بإنزال عسكري كبير لحكومة رئيس الوزراء الإسباني السابق أثنار الذي استولى على الصخرة بالقوة واعتقل عناصر القوات المساعدة المغربية وسلمهم إلى السلطات المغربية بباب سبتة (أنظر الصورة). وقال مصدر إسباني مسؤول إن توقيت الزيارة الذي اختارته هذه المرة إسبانيا تزامن مع الذكرى السادسة لدخول عناصر قوات خفر السواحل المغربية لجزيرة ليلى، مما يعني أنه إشارة قوية من الحكومة الاشتراكية الإسبانية إلى أن ذكرى نزاع جزيرة ليلى مازال يمثل رمزا تاريخيا لزباتيرو. وقال مصدر حزبي مغربي ل«المساء» إن هذا التوقيت الذي اختاره زباثيرو لزيارة المغرب يحمل رسائل رمزية لا تعبر عن النية في تطوير علاقة الصداقة بين الشعبين» وأضاف نفس المصدر أن الديبلوماسية المغربية كان عليها أن ترفض لقاء زباثيرو بالملك في ذكرى أزمة جزيرة ليلى التي تشكل جرحا لكبرياء المغاربة واعتداء إسبانيا على السيادة المغربية على صخرة جرداء» غير أن الصحافي الإسباني الخبير في الشؤون المغاربية إغناسيو صيمبيريرو، مؤلف كتاب «جاران متباعدان: أسرار الأزمة بين المغرب وإسبانيا» حول أزمة الجزيرة، قال في تصريحات ل«المساء» إن اختيار الحادي عشر من يوليوز، تاريخ بداية الأزمة، موعدا للقاء لا يعني أن هناك «تحضيرات مسبقة»، وأن الأمر لا يعدو كونه «مصادفة في الأجندة» بسبب التأجيلات المتكررة التي كانت وراءها أسفار محمد السادس إلى الخارج، وقال صيمبيريرو إن موعد زيارة زباثيرو للمغرب تزامن مع موعد زيارته لأثينا ومشاركته في قمة الاتحاد المتوسطي التي ستنعقد يوم 13 من الشهر الجاري. هذا ويذكر أنه في يوم 11 يوليوز 2002، اندلعت أكبر أزمة سياسية بين المغرب وجاره الشمالي، عندما نزلت على شواطئ الجزيرة مجموعة من الجنود المغاربة، وأعلنت سيادتها على الصخرة غير المأهولة التي تقع على بعد 8 كيلومترات من مدينة سبتة و200 متر من شواطئ بليونش. وبعد سبعة أيام من المفاوضات الماراطونية بين الحكومة الإسبانية والمغرب، ستضطر إسبانيا إلى اقتحام الجزيرة وطرد الجنود المغاربة عبر نقطة باب سبتة الحدودية، قبل أن يتدخل كاتب الدولة الأمريكي في الشؤون الخارجية، كولن باول، ويأمر الطرفين بإعادة الوضع إلى ما كان عليه في السابق، واصفا الجزيرة ب«الصخرة التافهة».