ستتزامن القمة، التي تعقد يوم الجمعة المقبل بمدينة وجدة، على الحدود مع الجزائر، بين الملك محمد السادس ورئيس وزراء إسبانيا خوصي زباثيرو، مع الذكرى السادسة لاندلاع أزمة جزيرة ليلى في يوليوز من عام 2002، عندما قام المغرب بنشر وحدات عسكرية فوق الصخرة الصغيرة غير المأهولة والقريبة من مدينة سبتةالمحتلة، الأمر الذي كاد يفجر نزاعا مسلحا بين البلدين على عهد حكومة اليمين في إسبانيا التي كان يرأسها آنذاك خوصي ماريا أزنار، لولا التدخل الأمريكي الذي قاده كاتب الدولة في الخارجية آنذاك كولن باول، والذي وصف تلك الجزيرة الصغيرة التي كادت تشعل حربا كبيرة بأنها «جزيرة غبية». ولأن الرموز والمحطات التاريخية ليست شيئا ثانويا في العلاقات الديبلوماسية بين الدول، خاصة إذا كانت مرتبطة بأزمات كبرى وفاصلة مثل جزيرة ليلى، فإن اختيار تاريخ إنزال الجنود المغاربة فوق الجزيرة، أي 11 يوليوز، لعقد لقاء بين محمد السادس وزباثيرو يثير تساؤلات عدة، من بينها التساؤل المطروح حول عمق التغيرات التي طرأت على العلاقات بين البلدين منذ تولي الحزب الاشتراكي العمالي الحكم قبل أربع سنوات، والدور الذي تلعبه المؤسسة العسكرية في إسبانيا في رسم خارطة الطريق للحكومات الإسبانية في بعض مفاصل السياسة الخارجية مع المغرب، خصوصا في ملف سبتة ومليلية والجزر المحتلة. غير أن الصحافي الإسباني الخبير في الشؤون المغاربية إغناسيو صيمبيريرو، مؤلف كتاب «جاران متباعدان: أسرار الأزمة بين المغرب وإسبانيا» حول أزمة الجزيرة، قال في تصريحات ل«المساء» إن اختيار الحادي عشر من يوليوز، تاريخ بداية الأزمة، موعدا للقاء لا يعني أن هناك «تحضيرات مسبقة»، وأن الأمر لا يعدو كونه «مصادفة في الأجندة» بسبب التأجيلات المتكررة التي كانت وراءها أسفار محمد السادس في الخارج، وقال صيمبيريرو إن موعد زيارة زباثيرو للمغرب تزامن مع موعد زيارته لأثينا ومشاركته في قمة الاتحاد المتوسطي التي ستنعقد يوم 13 من الشهر الجاري. وحاولنا الاتصال بوزير الاتصال والناطق الرسمي للحكومة، خالد الناصري، لأخذ وجهة نظره في الموضوع، لكن هاتفه كان خارج التغطية. ويأتي انعقاد القمة الثنائية بين محمد السادس وزباثيرو بعد سلسلة من التأجيلات المتكررة، منذ إعادة انتخاب زباثيرو لولاية ثانية في انتخابات مارس الماضي، إذ جرت العادة أن يكون المغرب أول محطة يزورها رئيس الوزراء الإسباني الجديد إثر كل انتخابات خلال أول جولة له في الخارج، عربونا على أهمية الجوار ومدى ارتباط السياسة الخارجية لإسبانيا بالمغرب وتعدد الملفات الموجودة بين البلدين، والتي تبدأ من المدينتين المحتلتين لتصل إلى قضية رسم الحدود البحرية مرورا بمسألة الهجرة غير الشرعية ومحاربة الإرهاب الدولي ومكافحة المخدرات.