الرباط إدريس الكنبوري ساعات بعد عودة السفير المغربي في مدريد عمر عزيمان إلى مباشرة مهامه من جديد بعد شهرين من الغياب، إثر زيارة الملك خوان كارلوس لسبتة ومليلية المحتلتين، دعا الحزب الشعبي الإسباني، أكبر أحزاب اليمين، الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم إلى عدم توظيف الأزمة مع الرباط في الانتخابات العامة التي ستجرى في مارس المقبل. واتهم الناطق باسم الحزب في لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، غوستافو دي أريستيغي، رئيس الحكومة خوصي لويس رودريغيز زباثيرو باستغلال فترة الأزمة التي نشبت مع المغرب «لأغراض انتخابية صرفة»، وقال في تصريحات للصحافة أول أمس: «نعبر عن ابتهاجنا لعودة السفير، لكن يبدو من غير اللائق أن توظف الحكومة تطبيع العلاقات (مع المغرب) لأهداف انتخابية صرفة، لأنها كانت تعلم بأنها لا تستطيع إكمال ولايتها الحالية في ظل أزمة تجعل الحزب الشعبي على صواب»، مضيفا أن الأزمة مع المغرب، حسب قوله، كانت نتاج «سياسة فاشلة» قادها وزير الخارجية، ميغيل أنخيل موراتينوس، ورئيس الحكومة زباثيرو منذ وصول الحزب الاشتراكي إلى السلطة في قصر المونكلوا عام 2004. ومباشرة بعد عودة السفير المغربي إلى مدريد، نشرت بعض الصحف والمواقع الإسبانية، القريبة من اليمين، على الأنترنيت صورة للملك محمد السادس ورئيس الوزراء زباثيرو واقفين بجوار خريطة تمثل المغرب، التقطت لهما عام 2003 خلال زيارة هذا الأخير بصفته أمينا عاما للحزب الاشتراكي وقتذاك، أثناء حكم الحزب الشعبي بقيادة خوصي ماريا أزنار وقتها، وذلك بعد أقل من عام على أزمة جزيرة ليلى التي كادت تفجر نزاعا عسكريا بين البلدين، ونتج عنها قطع العلاقات الدبلوماسية لمدة أشهر بعد استدعاء المغرب لسفيره في مدريد وقتها عبد السلام بركة. وقالت الصحف، التي نشرت الصورة، إن زباثيرو، بقبوله الظهور أمام خريطة المغرب، يعترف ضمنيا بوجود سبتة ومليلية والصحراء داخل التراب المغربي.