كل إنسان يحلم بحياة سعيدة، يسودها الاستقرار النفسي والمعيشي ولكن يبقى السؤال ماذا تعنى الحياة ؟ -فمعرفة معنى الحياة تسهل علينا الوصول إلى السعادة وكسب مفاتيحها. -الحياة هي مزرعة للآخرة للفوز بالجنة والرضى النفسي في الدنيا لكسب السعادة، وهي ممتدة من اسم الله « الحي القيوم». كذلك فجميع المعاني الحسنة أصلها من أسماء الله الحسنى كالأخلاق التي هي الرحمة، ومصدرها اسم الله « الرحمان الرحيم « وكذلك الحب والحنان الذي هو الود بين الناس، مصدرها اسم الله « الودود» فمعظم أسماء الله الحسنى نتعامل بها في حياتنا مع الناس من باب الرحمة والاحترام لهم لنيل مودتهم وكسب قلوبهم. فالتصور الايمانى للحياة هو طريق السعادة ويستلزم سلوكا معينا نلتزم به مع أنفسنا ومع غيرنا؛ وتطبيقا للقواعد الأساسية والأخلاقية، تجعلنا نتحكم في تصرفاتنا وأفعالنا، لنتمكن من مفهومية الحياة ومستلزماتها. -الحياة كلها مفاجآت ولكي تواجه ما يترتب عليها من صراعات خارجية وداخلية كضغوطات العملية؛ الاجتماعية؛ الصحية والنفسية ..... فلابد من الصبر وتحمل المسؤولية والتكيف مع كل الضغوطات، فمهما قست عليك الدنيا وضاقت بك فإن لها ربا سيفرجها ويزرع البسمة في وجهك من جديد، ولا ينبغي أن تتعلق بها وتنسى أنها سريعة وعابرة ولن تدوم لأحد مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل «فلا ينبغى أن تضيعها في الهم والاسترسال في الأوهام بل استغل وجودك فيها لتنعم فيها وتعيش بسلام بعيدا عن الأفكار السلبية التي تدمر الحياة وتبعدك عن الأعمال الصالحة. - فانشغل بالأعمال النافعة، فهي تلهي القلب عن الأمور التي تسبب لك التعاسة والكآبة. - تمتع بنعم الله التي لا تعد ولا تحصى وتقبل نفسك كما هي وانظر إلى مابين يديك وإلى من هو أقل منك في النعم وأكثر منك في البلاء. - لا تخف من المستقبل وعش يومك بانتظار غد أفضل. - كن متسامحا مع نفسك ومع غيرك وابتعد عن الصمت القاتل وواجه الأمور بالحوار لتفادي كل الخلافات لتتخلص من مشاعر الغضب بسهولة وراحة واطمئنان للدفاع عن سعادتك. -تعلم من الحياة أن تجعل من نفسك قبطانا يقود سفينته بمهارة وإتقان ولا يعرف معنى الملل والاستسلام. -اجعل حياتك أمل ينير طريقك إلى كل اتجاه؛ إن الحياة أمل وطموح وتخطيط للأهداف لتحقيق السعادة والسعي للعبادة وأعمال الخير، فالحياة دار ممر نسلكه من أجل الخلود في الآخرة وراحة البال في الدنيا بسعادة والسعادة لا تهبط عليك من السماء بل أنت من يزرعها في الأرض، لتحصدها في حياتك وتتمتع بثمارها فهي كالزهرة، تبعث عطرها لمن يختار الطريق الصحيح ويسير فيها دون غموض أو خوف من المجهول. - ولاتنسى هذا الدعاء « اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة. نعيمة الوعاي (مدربة في التنمية الذاتية)