حرب طاحنة تدور بجبال الريف حول المياه بعدما جفف بارونات مخدرات كبار ينابيع المياه، إذ علمت»المساء» من مصادر مطلعة أن الظلام خيم على مجموعة من المناطق تنتمي إلى دوار ابن رزين التابع لإقليم الشاون بسبب سرقة مجموعة من المضخات الكهربائية التي توفر الطاقة الكهربائية للسكان. وقالت مصادر الجريدة إن بارونات المخدرات في الكثير من المناطق المعروفة بزراعة نبتة القنب الهندي اشتروا مضخات ضخمة وثبتوا في بعض المناطق أكثر من 3000 أنبوب مياه لسقي»لافوكا» و»خردالة»، وهي من النوع الذي يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، مضيفة في السياق نفسه أن تلك البارونات لم تتوقف عند هذا الحد، بل اشترت مضخات متطورة قطعت المياه على مئات المداشر وحولت مجرى الينابيع من أجل سقي الكيف. في المنحى نفسه، أوضحت مصادرنا أن صراعا بالأسلحة البيضاء نشب بإحدى قرى الريف على ينابيع المياه بعدما استولت عائلات بعينها على حصة القرية من المياه، حيث حضرت سيارة الإسعاف لنقل أحد الجرحى من السكان وسط تكتم شديد على الموضوع. واستطردت مصادرنا قائلة»مشكلة المياه أدت إلى اشتعال حروب حقيقية أمام شح كميات الأمطار التي تهاطلت أخيرا على المناطق التي يزرع فيها القنب الهندي، إذ تسيطر عائلا معينة على كل حصة المياه باستعمال وسائل حديثة ولا يمكن أن تخطر على بال أحد، منها أن الأنابيب تثبت تحت التراب حتى لا يراها أحد، إلى جانب أن المضخات الكبيرة تثبت في أعلى الجبل مما يجفف كل ينابيع المياه». وأدت حرب المياه، حسب السكان، إلى هجوم متكرر للخنازير على مجموعة من المناطق للبحث عن المياه بعدما كانت ترتوي من الينابيع في أعلى الجبل، علاوة على أن تلك المناطق أصبحت مهددة بانجراف التربة وتهديد حياة السكان كما حدث في باب تازة قبل عامين من الآن». وتابعت مصادرنا قولها إن الحرب مرشحة للتصعيد، خاصة إذا لم تهطل الأمطار في الأيام القليلة المقبلة.