تعيش بعض قرى جبال الريف خاصة بإقليم الشاون على صفيح ساخن، بعدما هدد المئات من سكان القرى المعروفة بزراعة الكيف بالاحتجاج لأول مرة على بارونات المخدرات بسبب لجوئهم إلى قطع المياه عنها وابتزاز الفلاحين الصغار. وقالت مصادر مطلعة ل«المساء» إن «التنسيق بين الشباب بدأ منذ مدة للتصدي لبارونات المخدرات الذين يقطعون المياه عن عشرات القرى»، موضحة في السياق نفسه أن التنسيق سيتمخض عنه تبلور حركة احتجاجية قوية يمكن أن تتسع دائرتها أمام «استمرار نفس المشكلة في مناطق أخرى لم تتخلص بعد من عقدة الخوف». وقالت المصادر ذاتها إن شبابا ينتمي إلى مناطق مختلفة يستعدون للخروج في مظاهرة حاشدة لإسقاط «الظلم». في السياق نفسه، أشارت مصادرنا إلى أن «معاناة السكان تفاقمت أمام تأخر سقوط الأمطار في الآونة الأخيرة حيث أصبحت بعض المناطق مهددة بالعطش» مبرزة أن بارونات المخدرات الذين صدرت ضد غالبيتهم مذكرات اعتقال، يستنزفون الفرشات المائية عبر تثبيت خراطيم مياه كبيرة تحت الأرض لضخ المياه واستعمالها لسقي نبتة القنب الهندي»، وموضحة أن «بارونات المخدرات لا يكتفون فقط بقطع المياه واستنزاف الفرشة المائية، بقدر ما يبتزون الفلاحين الصغار ويطالبونهم بكميات كبيرة من محصولهم من الكيف أو حرث أراضيهم بالمجان». وأكدت مصادرنا أن شح المياه هو الذي دفع السكان إلى التفكير في تنفيذ مسيرة احتجاجية رغم، تضيف مصادرنا، كل محاولات بعض البارونات تهدئة الأوضاع». وقال أحد الشباب الذين يستعدون للخروج: «لم يعد من المحتمل أن نصبر على غياب المياه وأن نترك عائلاتنا تموت ببطء ولن نرضخ لأحد وسنخرج إلى التظاهر متى توافرت الشروط لذلك»، مؤكدا في تصريح للجريدة أنهم «ينتظرون فقط انضمام بعض القرى حتى تكون المسيرة قوية، إذ لا يمكن أن تبقى الأمور على ما هي عليه الآن».