نكث امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، بالوعد الذي كان قد قطعه على نفسه في سنة 2010 بعدم الترشح لولاية رابعة، بعد أن أعلن رسميا، على مرأى ومسمع من أعضاء المكتب السياسي، نيته الترشح للأمانة العامة خلال المؤتمر الوطني المزمع عقده يومي 21 و22 يونيو القادم. وحسب مصادر حضرت اجتماع المكتب السياسي، الذي انعقد مساء أول أمس الأربعاء بمقر الحزب بالرباط، فقد سارع العنصر إلى إعلان ترشحه مبكرا تحسبا لأي طارئ ولقطع الطريق على معارضيه الذين يدفعون في اتجاه تعبيد الطريق أمام لحسن حداد، وزير السياحة، لزعامة الحزب، مشيرة إلى أن الأمين العام الحالي أعلن أن ترشحه لسباق الأمانة العامة يأتي استجابة «لرغبة وطلب عدد من المناضلين والمناضلات الذين يرون فيه الأصلح لقيادة سفينة الحركة خلال الفترة القادمة وتجنيبه سيناريو التفكك». ووفق المصادر عينها، فقد حرص الأمين العام الحالي على بعث رسائل مشفرة وأخرى واضحة إلى خصومه السياسيين بالتأكيد على ترحيبه بترشح كل من تتوفر فيه شروط الأمانة العامة، معتبرا أن الديمقراطية والمنافسة الشريفة هي الفيصل. وفيما كان لافتا غياب رموز معارضي العنصر، وفي مقدمتهم كل من لحسن حداد وعبد القادر تاتو وعزيز الدرمومي، عن أشغال المكتب السياسي، استبعدت مصادرنا أن يحمل هذا الغياب أكثر مما يحتمل، مشيرة إلى أن الاجتماع عرف كذلك غياب كل من محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، والوزيرة المنتدبة حيكمة الحيطي، ووزير الوظيفة العمومية محمد مبديع. إعلان العنصر ترشحه رسميا للأمانة العامة لم يمر مرور الكرام، إذ سارع حداد، ساعات قليلة على اجتماع المكتب السياسي، إلى إعلان ترشحه عبر بيان حصلت «المساء» على نسخة منه، مضيفا أنه سيعقد خلال الأيام القادمة ندوة صحافية لكشف دواعي ترشحه وبرنامجه. وكشف حداد عن بعض دواعي ترشحه لخلافة العنصر بالقول: «إن موقعي كعضو في المكتب السياسي للحركة الشعبية يجعلني في وضع مريح إذا ما غلبت الأنانية عن هموم الحركيات والحركيين، الذين يتحسرون اليوم عن الأدوار التاريخية للحركة ومواقفها الشجاعة، ويتساءلون بإلحاح عن مستقبلها الذي توضح كل المؤشرات أنه يسير إلى الأسوأ. إن الحركة الشعبية .. أصبحت اليوم عاجزة عن إنتاج أفكار جديدة وجلب كفاءات عالية، بفعل سياسة الإقصاء، وخلق النعرات القبلية والعرقية وتهميش الطاقات والكفاءات ومحاولة فرض الوصاية على الشباب وتهميش الدور الحقيقي للنساء والأطر وغيرهم». واعتبر حداد أن محطة المؤتمر الوطني المقبل «تعد بحق فرصة لا تعوض للانتفاضة الخلاقة بكل الوسائل التي يضمنها الدستور الجديد والقوانين الجاري بها العمل، لتحرير الحركة من قبضة الانتفاعية والانتظارية لتصبح حركة لكل الحركيين، لا فرق بين هذا وذاك إلا بالنضال والكفاءة والقدرة على خدمة الصالح العام، حركة تتكافأ فيها الفرص لتحمل المسؤولية لا حركة توزع فيها الغنائم وفق مقياس الولاء. إنها لحظة تاريخية لتعود الحركة إلى المساهمة بأفكارها ومواقفها في القضايا الكبرى للوطن وفي مقدمتها قضية وحدتنا الترابية. فانشغالنا بصراعات بالوكالة فوت علينا الاشتغال لتقديم تصورات واضحة في ملفات تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للحركة وبالنسبة للشعب المغربي قاطبة (الأمازيغية - الجهوية - التشغيل - السكن - الصحة -القضاء - الحريات العامة...) كل هذه المواضيع نحن عنها غائبون أو مغيبون». وفي الوقت الذي كشف ابن مدينة أبي الجعد أنه سيقدم خلال القادم من الأيام برنامجا «ينبني على مبادئ الديمقراطية الحقة والحكامة الجيدة والمقاربة التشاركية للمساهمة في التغيير من أجل الكرامة من أجل حركة لكل الحركيين لا حركة الخضوع والخنوع»، خرج المحجوبي أحرضان عن صمته معلنا تأييده ترشيح العنصر لولاية رابعة. وقال «الزايغ» صباح أمس الخميس «أنا تنشوف العنصر يبقى، هو عندو تجربة وراجل معقول.. أحسن يكمل باش نديرو شي حاجة مزيانة للمستقبل»، شاجبا أن تلصق به تهمة التدخل في شؤون الحزب ومناصرة تيار على آخر، في إشارة إلى الحديث عن عزم موالين له عقد اجتماع موسع يوم السبت المقبل لحسم موقفهم من التحضيرات التي تجرى حاليا استعدادا للمؤتمر. وبينما قال في ختام حديثه مع الجريدة «أحرضان خرج من المزاحات»، أوضح مصدر مقرب من الزعيم التاريخي للحركة أن هذا الأخير غضب من محاولة البعض اللعب بورقته في سياق الصراع الدائر داخل الحزب.