في بادرة ظل سكان مدينة وجدة ينتظرونها، منذ أكثر من 30 سنة على إعدامها، تعود ساحة باب سيدي عبد الوهاب التاريخية بوجدة العتيقة لفتح فضائها، بعد ظهر غد السبت، أمام عروض في فنون الحلقة والفرجة، على غرار ساحة جامع «الفنا» بمراكش، كما كان ذلك في السابق من تاريخها، بعد إعادة تهيئتها في إطار محور «إعادة تهيئة المدينة القديمة». تنشيط ساحة باب سيدي عبد الوهاب يندرج في إطار رد الاعتبار إلى فنون الحلقة وروادها، وإعطاء الساحة المكانة التي تستحقها باعتبارها معلمة تاريخية بارزة من معالم المدينة، إذ كانت منذ عقود خلت فضاء لفن الحلقة الذي يعتبر فنا مغربيا يستمد مقوماته الفنية من الفرجة الشعبية التقليدية ومن مكونات مختلفة كالموسيقى والرقص والمسرح وفن الكلام وغيرها، ويعكس التنوع الثقافي والتراكم الفني التاريخي الذي تزخر به الثقافة المغربية. ويتضمن البرنامج الشهري لتنشيط ساحة باب سيدي عبد الوهاب بوجدة الممتد من 5 إلى 30 ماي الجاري، عددا من «الحلقات» ينشطها الشيخ أحمد ليو وفرقته في فن الكلام والمديح الديني والمشيخة، والشيخ محمد السالمي وفرقته في فن الكلام والمديح الديني، والشيخ الجيلالي مازة وفرقته في فن الحكي والفكاهة والتسلية، والشيخ علال مالحي وفرقته في فن الكلام والحكي والمديح الديني، والشيخ علي كبور وفرقته في فن الحكي والتسلية... يشار إلى أن الملك محمد السادس دشن، الجمعة 21 يونيو 2013، بوجدة مشروع إعادة تهيئة «ساحة باب سيدي عبد الوهاب» الذي يندرج في إطار محور «إعادة تهيئة المدينة القديمة». ويتوخى هذا البرنامج الذي رصد له غلاف مالي إجمالي قدره 150 مليون درهم، الحفاظ على معلمة «باب سيدي عبد الوهاب» لاعتبارها علامة دالة على تاريخ معماري متعدد الأوجه، والتي تشكل في الوقت نفسه موروثا تاريخيا وثقافيا وتراثيا، ومنطقة حضرية توجد في قلب النشاط التجاري. ولضمان استدامتها وإشعاعها، تم تفعيل برنامج لإعادة تهيئة الطرق المؤدية إليها، حيث همّ هذا البرنامج الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 43 مليون درهم، تهيئة سبعة شوارع وساحة «المغرب».