انفلتت أعصاب فوزي لقجع الرئيس المنتدب لنهضة بركان، والرئيس المحتمل لجامعة كرة القدم، في مباراة فريقه أمام جمعية سلا التي جمعت بين الفريقين يوم السبت الماضي، وانتهت بالتعادل هدفين لمثلهما، ضمن منافسات الجولة 23 من البطولة «الاحترافية». لم يستسغ لقجع أن يضيف حكم المباراة 30 ثانية في الخمس دقائق التي تم احتسابها كوقت بدل ضائع، وهي اللحظات التي نجح خلالها الفريق السلاوي في إدراك التعادل، لتنتهي المباراة متعادلة بهدفين لمثلهما. نزل لقجع إلى أرضية الملعب، واحتج على الحكم لأنه أضاف 30 ثانية إلى الوقت الضائع، لذلك رأى لقجع أن يعاقبه ويتهجم عليه، ويقتحم أرضية الملعب، كما تظهر ذلك الصور المنشورة في الصفحة14. هل كان من الضروري أن يقتحم لقجع أرضية الملعب ليحتج على الحكم ويقوم بتوبيخه؟ ألا يعرف لقجع ومسيرو بقية الفرق المغربية أن الاحتجاج لا فائدة ترجى منه، وأنه يشجع على الشغب، ويوجه رسالة تحريض وتهييج للجمهور؟ أليست هناك قنوات رسمية للاحتجاج؟ وألا يعطي مثل هذا السلوك إشارة سلبية للاعبين وللطاقم التقني الذين من المفروض أن يحافظوا على تركيزهم إلى غاية إطلاق الحكم لصافرته النهائية؟ أليس الحكم بشر قد يصيب وقد يخطئ؟ و أليس المفروض أن يكون الرئيس المقبل لجامعة كرة القدم أول من يعطي إشارات إيجابية، وأول من يحاول أن يمتص الغضب وأن يتجنب مثل هذه السلوكات التي تسيء للعبة. بلا شك أخطأ لقجع، وهو يقتحم أرضية الملعب، ويهاجم الحكم، وإذا كانت جامعة تصريف الأعمال التي يقودها عبد الله غلام، المسير الذي يقدم نفسه على أنه رجل مبادئ تحترم نفسها، فإن اللجنة التأديبية من المفروض أن تصدر قرارا بتوقيفه، فالدخول إلى أرضية الملعب وحده موجب للتوقيف، فما بالك بالاحتجاج على الحكم وترهيبه. عندما يجلس لقجع مع نفسه، سيدرك فداحة الخطأ الذي ارتكبه، وسيدرك أنه تسرع وهو يدخل إلى أرضية الملعب، خصوصا وأن كثيرين سيقولون اليوم إن لقجع مازال لم يصبح بعد رئيسا للجامعة واقتحم الملعب وهاجم الحكم، فماذا سيكون عليه الأمر عندما يجلس على كرسي رئاسة الجامعة، ويصبح الرجل الأول في الجامعة، هذا مع الأخذ في عين الاعتبار أن أعضاء آخرين في لائحته المرتقبة توجه لهم أيضا الكثير من الاتهامات، لذلك المفروض أن يكون لقجع في قمة ضبط النفس، وأن يحاول الاستفادة من الأخطاء، فعندما ستبدأ «ماكينة» الجامعة في الدوران لن يجد بين من يحيطون به اليوم من سيقول له لقد أخطأت، فهم سيكتفون بالتصفيق وبالإشادة، وبدفعه إلى الهاوية، وعندما تأتي ساعة الحسم سيقولون الرئيس هو المسؤول، ونحن كنا مجرد كومبارس.